المهندس الشاعر/ إبراهيم بن نصر
متابعة عبدالله القطاري من تونس
رَبِّي أَعِنِّي !
مَا عَاد في الجهْد مجَال،
و دِيَار الصَّبْر،
مَلْأى بأوجَاع الحَنِين،
و لمْ يَعد للصَّبر دَار.
جِيَادِي ،
أَنْهكتهَا المَسَافات ،
و أيَّام السَّفر،
و سِنِينُ الانتظار.
فمَتى تضَمِّد أوجَاعِي،
لِأًودِعها انكسَارَاتي،
لِتًنسِيني ما سَطَّره زَمانِي،
و تزهِر زنَابق حبَّنا،
فَنشتَم شذَا السَّعَادة
في آخِر الأَعْمَار!
مَازلت أَحْمِل سَلَّةَ
أمَانيَّ العِتَاق،
و كَثيرا مِن كَلامٍ لمْ أَقلْه،
و أَحْلامًا لِعِناق لمْ أنلْه.
و مَازَال يحُوم حَولِي،
سربٌ منْ ذِكريَات الصِّبا،
كلَّ يومٍ يَا حيَاتي، تَرْتديني.
سَأظَلُّ أُهْديك،
مَا في فُؤادِي وجُيوبِي ،
من أَحْلامي العَتيقة،
و عِبَاراتي الرَّقيقة،
و قَصَائدي المُولَهات، العَاشِقات،
و كلَّ مَا غنَّت لنَا فيروز ،
من أغانٍ حَالمَات.
من أجلِ عينيكِ ،
سَأُوقظُ مَا غَفَى،
من أمنياتي التي،
وشَّحَت أورَاق عُمري،
بلِحَافٍ يجمع أرْواحَنا،
لأَرَاكِ و تَرِيني.
كلُّ الأبْواب العَتيقةِ،
مثل بَاب بيتِكُم ،
مصدرٌ لحنينٍ يَعْتريني.
سَأبنِي بيتٌا فِي الخَيال،
حتى أكونَ جَارك،
ليصِلْني وِدُّك دون عَناء.
في مَوْكبِ شوقٍ ندِيٍّ يَحْتويني.
سَأنَاديك وأدْعُوك
للِّقاء.
هوَ أغْلَي من عُيًونِي
لسْت أدرِي هَلْ سَتأتِين؟
وهل لِي يا حَياتي،
بعضُ ما أمْلاه عِشْقي
وَيقيني؟
أنا المُغرَمُ الذي،
يغنِّي أوجَاع الجَفاء،
عَزْفًا على أوتَارِ الحَنين
والشَّجن،
يغنِّي ولمْ يسْمعْه أحَد.
ورِيم الفَلا!
تائهةٌ فِي فيَافي الوَجْد،
تَئنُّ من قيضِ الصَّحَارى،
جَاء الرَّبيعُ ولمْ تَعد.
هَل سَئِمت الظِّل المُحَمَّل
بالظُّنونِ وبِالأسَى؟
أخَاف يَقتلهَا الظَّمأ.
و نهرُ الحَنين،
ينْسَاب بينَ التِّلال،
فمَا ارتوت من مائِه العذْب
و لا مدَّت لضِفَّتيه أيَّ يد،
أبدا أبد!
تعَالي!
تعَالي إنْهَلِي مِنه،
ولا تَظْمئي،
وأطْلقي الرُّوح
في الفضَاءِ الفَسِيح،
لتنْعم بفيْضِ أعطَافها،
فَإني الأمَان إذا الخَوفُ جَاء.
وإنِّي الحَنَانُ إذا قَال هَا!
وإنِّي الوَفيُّ اذا الشَّك حَام،
أحفظُ العَهْد ،
وألبِّي النِّدَاء.