بقلم / سامح بسيوني
أقلعت السماء عن المطر وجدبت الأرض، وتساقطت أوراق الشجر هناك فزع وخطب شديد بين الحيوانات.
ماذا سنفعل في تلك الكارثة؟ أوشكنا على الهلاك، فمعنا صغارًا
يحتاجون شرابًا وطعامًا؛ وهم لا يتحملون مرارة الجوع والعطش.
ماذا سيفعل سيدي الملك في تلك الكارثة سيخرج علينا غدٌا في بيان عاجل لسكان الغابة؟!
الملك الأسد في حيرة من أمره هل يترك المُلك ويعلنها صراحة بأنه لا يستطيع تصريف زمام مملكته أم ماذا أسئلة كثيرة تدور في ذهنه ولوم شديد على نفسه بأنه لم يحسب لتلك الفاجعة حساب؟!
فهو يقول في نفسه كان من المفترض أن يكون هناك إدخارًا ولكن زاد الإسراف والتبذير والكفر بنعم الله فكان العقاب من الله.
الملك الأسد يلجأ إلى مساعديه ومستشاريه (الذئب – الفهد- النمر)
الذئب يلبس لباس الواعظين،ويقول: أدام الله علينا نعمة وجودك معنا الملك المظفر، فوجودك أكبر نعمة يا سيدي!
الملك يقاطعه كل هذا جميل، ولكن الغابة تريد حلًا أوشكنا جميعًا على الهلاك.
الذئب يزداد في وعظه نصلي صلاة الاستسقاء طلبًا؛ لرحمته ثم نبني عريشًا؛ لنحميك من بطشهم؛
وهنا يتدخل النمر قائلًا: ماذا سنفعل إذا عمٌ التمرد، والعصيان لابد من حلول عملية.
فأنا أرى أن الاحتماء لا يجدي ولا يسمن من جوع.
الذئب يعود لمكره لا عليك فمعنا فائض يكفينا نحن المستشارون، والملك نأكل ونطعم صغارنا، ونتحصن داخل ممكلتنا، والحمير الوحشية تحمينا من بطشهم.
الفهد يتدخل بسرعة ليست هذه حلول الغابة ستغضب وربما تنقلب علينا الحمير،وتكون العاقبة وخيمة نريد في حيلة نصبر بها الغابة!
الذئب أيسمح لي سيدي الملك أن أستعين بالحرباء فهي شديدة المكر والدهاء الملك الأسد يقاطعه وهل في الغابة أشد مكرًا، ودهاءّ ضحك الجميع، وأمر الملك باستدعاء الحرباء؛ لمقابلة الذئب وقبل حضور الحرباء الذئب يفكر في حيلة؛ ليخرج بها الملك ومستشاريه من تلك الوارطة.
وجاءت الفكرة في ذهنه بتنحي الملك ويستعطف الغابة في خطاب فيه من الشجن، واللوم والعتاب.
جاءت الحرباء للذئب طوع أمرك سيدي ماذا تريد؟
فعرض عليها الأمر وقالت وهل بعد هذا دهاء ومكر رأي آخر نفذ أيها المستشار الأمين؟!
الذئب يعرض على الملك الأسد، والفهد والنمر عما أسفر من الاجتماع بينه وبين الحرباء، سيدي الملك تتنحى عن مملكتك، وتخاطب شعبك بأن الحلول أصبحت في المحال الكل يتعجب من هذا الأمر كيف هذا؟
الذئب ليس أمامنا إلا هذا الحل الأسد وماذا بعد التنحي؟
الذئب ستعود للحكم مرة أخرى، وبإجماع المملكة وسيعرفون قيمتك.
النمر والفهد يتعجبان من هذا الأمر سوف يتبين لكما الأمر مستقبلًا، ضم الأسد شفتيه متعجبًا من هذا الأمر!
هرج ومرج خارج عرين الأسد، والحمير الوحشية تشدد الحراسة على الملك، الفيلة قائلةً: لم يعد لنا طاقة على الصبر.
القرود لقد صُرمت أشجار الموز ماذا سنفعل؟
البحيرات جفت وخرجت التماسيح تبحث عن طعام وشراب.
الغربان تحرض من بعيد بعض الحيوانات المفترسة؛ لكى يحدث الهرج وتعم الفوضى في الغابة.
الذئب يلبس لباس الواعظين يطمئنهم ويدعوهم إلى الهدوء، ويعلن بأن الملك سيخرج في بيان عاجل.
بعض من الهدوء عاد إلى الغابة ولكن الجوع هو المسيطر على الموقف.
الفهد يحذر الملك من عواقب الأمور، ويرى الأنسب إيجاد حلول عملية على واقع الأرض.
النمر يحدث نفسه جاء دورك أن تتسيد المملكة خطتك رائعة يا ذئب.
النمر يهمس في أذن الأسد ويحرضه على الفهد، الأسد العصبية تسيطر عليه، ويأمر بحبس الفهد.
الذئب يعود إلى العرين ويقول للأسد لابد وأن تخرج للحيوانات والطيور هناك غضب شديد في الغابة.
الأسد يستعد للخروج والقاء الكلمة التي كتبها الذئب بعناية شديدة، الأسد خرج للغاية وهو يتظاهر بالإنكسار،ويظهر عليه الحسرة ويخرج من فمه كلمات ممزوجة بالحزن العميق مع شىء من الحسرة وعيون تنزف دموعًاويعلن التنحي!
فماذا بعد التنحي ومن الذي يتولى أمور المملكة؟!
يتبع….