حسن محمد
الفكرةُ أنها لا تعرف يا محمود
أن روحها جميلةٌ بلا حدود
فهي للدوشة هدوء
وللخوف لجوء
هي للهارب مأوى
وللمحاصَر منأى
آه لو تعلم يا محمود..
أنها نجدةُ مستغيث من الغرق..
واقتراب باعد من الفِرق.
أنها هدهدة قلب عبد من القلق..
وإرشاده إلى الطريق وقت الشفق..(فيه الوصول: وصول قمر وأُفول شمس).
ولأننا في زمن لا فيه معجزات ولا ساحرات
تجعلك تؤمن بالمعجزة وتصدق السَحرة..
تسحرك لأنها عادية..
لا تحتاج أن تتكلف لتعجب
أو تتزين لتحلو.
تتحدث كأنها الصدق،
وتحب كأنها الرِفق..
وتغضب كفوران قهوة تعاتب صانعها على إهماله وهلةً
وهي التي لا تهمل أحدا في ضبط المزاج كيف تُهمل يا محمود؟
آه لو تعلم يا محمود..
أن روحها حياة
ونفسَها نجاة
فالشمسُ ترتاح عند فمها حُمرةً
بابتسامة.
والقمر يستقر عند وجهها، فيتغير من هلاليته إلى كماله البدور على حسب حالتها المزاجية. على أي حال وشكل تآسرني. لكنه إن غاب، فكيف للسماء أن تطيق العيش بدون قمر.. رغم أنها تترصع بملايين النجوم.
وإن غابت فكيف للإنسان أن يصاحب العدم.. أقصد أني أُوجد بالجمال.. أعني أنها الجمال والوجود يا محمود وماذا بعد الوجود إلا الخلود الذي يحقق رجائي؛ بيد أني رجوتُ الأبدية أن تخلدنا ولا تفنينا في العدم..
ورجوت الله واجد الكون أن تراني.. ليتحقق وجودي، وأن تقرأ شعري المتواضع الصادق فيها. فما فائدة أن يقرأني الجميع.. وهي المقصودة لا تقرأ.. أو تقرأ ولا تهتم. أو تهتم ولا تبوح لأنها تحب أن أكتب لها.. تحب عذابي!