القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الأمير سير بن أبى بكر ودوره فى القضاء على ملوك الطوائف

475

منه الله صبحي محمد
باحثة دكتوراة – تاريخ إسلامى
اظهر سير بن أبى بكر براعته الحربية والعسكريه في معركه الزلاقة 479هـ/1086م ، وهو ابن عم الأمير يوسف بن تاشفين ، وكان متزوجاً من حواء بنت تاشفين أخت الأمير يوسف بن تاشفين، وقبل عودة يوسف بن تاشفين إلى المغرب عام 483هـ/1090م ، قام بتفويض القيادة العسكرية العامة فى الأندلس إلى قائده سير بن أبى بكر، وكلفه بمهمة القضاء على ملوك الطوائف ، تقدم القائد سير إلى إشبيليه ، التى تعتبر من أكبر دويلات الطوائف فى الأندلس وكتب إلى المعتمد بن عباد بأن يسلم البلاد ويدخل في طاعة المرابطين فرفض المعتمد وتحصن داخل عاصمته، فضرب الأمير سير الحصار حول المدينة، فتأهب المعتمد للدفاع عن حاضرته ، وكان المعتمد بن عباد يرى أن صمودإشبيلية مرهون بصمود وثبات قرطبة ، إلى أن سقطت قرطبة فى 3صفر484هـ/26 مارس 1091م ، ولم يبق بين يدي المعتمد بن عباد سوى قرمونة وإشبيلية ورندة ، وقد حاصر القائد سير بن أبى بكر قرمونة وهى من أمنع قواعد إشبيلية وقد دخلها عنوة في 17 ربيع الاول484هـ/10 مايو1091م ، أيقن المعتمد بن عباد أن الأمر قد حسم فدفعه يأسه إلى الإستنجاد بألفونسو السادس ، وقد إستغل ألفونسو هذه الفرصة وأعد حملة قوية حتى يقوم بإستكمال حركته في الإسترداد ، فأرسل أمهر قواده وهو ألبارهانيس على رأس عشرين ألف فارس وأربعين ألف راجل، وعندما علم القائد سير بهذا أخذ إستعداداته، وإلتقى الجمعان ودارت حرب شديدة انتهت بنصر المرابطين وهزم النصارى وأمام تلك الهزيمة أدرك المعتمد بن عباد أن النهاية محتومة ، وقد حاصر المرابطون إشبيلية أربعة أشهر وصمدت إشبيلية أمام هجمات المرابطين ، وقال القائد سير عن قوة وحصانة إشبيلية
” لو أنى أقصد مدينه الشرك لم تمتنع هذاالإمتناع ”
ثار أهل اشبيلية ضد المعتمد وأرادوا تسليم المدينة للمرابطين، إتفقوا على إحداث ثغرة في سور المدينة ونجح بعض المرابطين في تسلل السور بمساعدة هؤلاء الثوار وإقتحموا المدينة، ، وفي اليوم التالى قام المرابطون بحرق الأسطول الإشبيلى وقد شاع الخوف لأن خط الدفاع الأول عن المدينة قد إنهار وأصبحت المدينة تترقب سقوطها حتى تم فتح أبواب إشبيليه أمام المرابطين.
وعمت الفوضى بالمدينة ودخل المرابطون إشبيليه وإقتحموها من ناحية الوادى الكبير، لم يستسلم المعتمد بن عباد وهاجمهم مع جماعة من فرسانه ودارت معركة في فناء القصر وقتل المرابطون فخر الدولة بن المعتمد بن عباد، وفي الليل أرسل المعتمد ابنه الرشيد لللتفاوض مع القائد سير في التسليم بلا شروط وبالفعل تم القبض على المعتمد بن عباد وأهله وتم نهب قصور المعتمد وأمواله، وكان أبناء المعتمد الراضى بالله ، والمعتد بالله في حصنيهما فكان الراضى في حصن رندة ، والمعتد بالله في حصن ميرتلة ، وقد أراد القائد سير مضايقه المعتمد بن عباد وقال له إن دمه ودم أسرته مرهونة بأن يبعث إلى ولديه في حصنيهما ويخاطبهمامن أجل التسليم للمرابطين ، وبالفعل نزلا من حصنيهما ولكن المرابطين تنكروا للعهود التى أعطوها للمعتمد في الإبقاء على حياة ابنائه وقاموا بقتل الراضى ، بينما أبقوا على حياة المعتد بالله وتم القبض على المعتمد بن عباد وأهله وأخذوا جميعاًوتم نقلهم للمنفي إلى قلعة أغمات.
بعد القضاء على مملكة بنى عباد فى إشبيليه ، بدأ المرابطون بالإغارة على أراضى بطليوس خاف المتوكل بن الأفطس وكان مثل أقرانه من ملوك الطوائف، قد تحالف سراً مع ألفونسو السادس من أجل تكوين حلف لمواجهة المرابطون وقدم المتوكل بن الأفطس العديد من التنازلات لملك قشتالة فتنازل له ثلاثة مدن هامة من أملاكه وهى أشبونه، شنتره، شنترين، ثمناً للتحالف معه ، كان هذا التصرف الذى أرتكبه المتوكل جعل أهل بطليوس يخرجون عن طاعته وكتب أعيانهم إلى القائد سير الذى تولى حكم إشبيلية، فلبى رغبة أهالى بطليوس بحماية مدينتهم قبل أن يدخلها النصارى، فأرسل جيشاً لبطليوس ولم يتمكن ملك قشتالة من تقديم أى مساعدات لحليفه وتحصن المتوكل في قصبة بطليوس المنيعة ، وتمكن المرابطون من دخول المدينة واقتحموها بعنف واستولوا على أموال المتوكل المدفونه بقصبة المدينة في487هـ/1094م ، وتم القبض على المتوكل بن الأفطس وولديه الفضل والعباس وتم أخذهم بحجه تسييرهم إلى إشبيلية، وتم إعدامهم في الطريق في سنه487هـ/1094وقام المرابطون بأخذ أبنائه الصغار إلى مراكش .
، وقد استطاع الأمير سير أن يحمى الثغور الغربيه من هجمات النصارى فكانت حياته مليئة بالجهاد والإنتصارات، وتوفي الأمير سير بن أبى بكر فى إشبيلية ودفن بها عام 507هـ/1113م.

قد يعجبك ايضا
تعليقات