للكاتبة والناقدة والشاعرة والفنّانة التّشكيلية/خيرة مباركي من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
اليوم وأنا على حافةِ الضّجيجِ
يَدفعُنِي عنُقي صوْبَ أفُقٍ قديمٍ
لا يُتقنُ براعةَ القنْصِ..
تهمِسُ مِرْآتي:
يا أنتِ، وما خبّأتِ من نبوءَاتي المنهوبَةِ
يا يقيني في زوبعة الضّوءِ
تتعاظمينَ في فوضاكِ وحيدةً..
ليتك تُلملِمينَ ما تناثر خارجَ القسمة..
وأنت الموسومةُ بفخامة العرشِ!!!!!
صرتُ أحلم بالأراجيح
كالموج تقرعه خطايا الطقوس..
ما عدتُ أحبُّ الشعرَ
حين تعاقد ميراثُ القبيلةِ
مع دفاترَ هتكت تاريخَ صلاحيّتِها..
ما عدتُ أحبُّ شعراً يتراشقُ بعُشبهِ
الغضِّ أباطرة متمرّدون
يفترسون الجوع ويرمونَه
مع النظريات القديمة..
وما خلت الخذلان ينازع مواسم الوفاءَ…
أتُراها ملامحهُم الطازجة تستنسخ
جملا ناقصة لأحلام ممنوعة
من الصرف؟؟؟؟؟؟؟!!!
هؤلاء الكبار يصغُرون..
يكابرون.. يصغرون..
تبيضّ الليالي في ملامحهم… ويصغرون..
وفي النوافذ المعلّقةِ
على أبراجٍ بلاستيكيّة
يغزلون الرّحيلَ بإتقان الخُطى..
يرمُونَ كلّ العطايا
خلف أجسادٍ معتمة..
كم أجادُوا الاختباء في مراتِعنا
وكُنّا نُلهمُهم أحلامَ العيدِ زُلالاً !!!!!
لم نعهد عُريَهم الصامتَ في هزّة الحسّ..
كلّ أصواتهم عابثة في سجّيلِ أقنعةٍ
تتساقط على جدارٍ يتهاوى للسُّكُونِ..
فيا لهيبةِ الرّيحِ في غياب المطر
في رقص الموجِ وانهمارِ الصبِّ
في عبث الخناجر والحناجرِ !!!
ويا لراحة الورد حين يخلع أشواكه
أبابيلا مع اخضرارِ
همزة وصلِ فقدت أواصرها
راعشة طائشة على غصن واهٍ!!!
فهل أتموسق مع معزُوفاتي القديمة
أم أكتبها شعرا جديدا؟؟؟
لم أعُدْ أحبُّ الشعرَ..
وما عادت قوافيه المُتخَمة
ِبالملاحمِ المتهادئة أليفتي..
فكم يلزَمُهُ من بحرٍ ينعي صفاءَ قَصائدِهِ ؟؟؟!!!
هل سيفقِدُ بوصلتَهُ في زُمْرةِ الاتجاهات؟؟؟
محضُ ضجيجٍ يهمسُنا جليدا مضارعاً
يخضّبُ اللّحظات الموؤودةَ بالظلِّ
في عيونِ قصيدة ..
وضوعُ زهرةٍ تراقصُ الأثيرَ بالسرِّ
يُرْديها الاعتذارُ غنيمةً واهيةً
لكنّها لا تهبُ شوكها للعابرين..
تتهجّى جُرحَها الغائرَ وتضمّدُه !!
فلا تُبايعوا
النكران
بالورد
تونس 16/ 12/ 2022