كتبت. شيماء صبرى رفعت.
تَختلفُ أسباب البُخل من شخصٍ إلى آخر ومنها ما يأتي: حُبُّ الإنسان للمال وحِرْصُه عليه: حيث إنَّ الإنسانَ مَجبولٌ على مَحبَّة المال؛ ممّا يدفعُه إلى التمنُّع عن دَفْعِه؛ ظنّاً منه أنَّ الخير يَكمُنُ في إمساك المالِ وعدمِ إنفاقِه، إلّا أنَّ النفعَ الحقيقيَّ للإنسان يكون بإنفاقه للمال وليس العكس، والدليل من السنَّة حديث عبدالله بن الشخير -رضي الله عنه-، حيث قال:(أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو يقرأُ : أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ . قال ” يقولُ ابنُ آدمَ : مالي . مالي ( قال ) وهل لك ، يا ابنَ آدمَ ! من مالكَ إلا ما أكلتَ فأفنيتَ ، أو لبستَ فأبليتَ ، أو تصدقتَ فأمضيتَ ؟). ضَعْفُ اليقين بالله -عزَّ وجلَّ-: حيث وعد الله -عزَّ وجلَّ- عِبادَه بالإخلاف على كل المُنفِقين، إلّا أنَّ الشخصَ البخيلَ يقينُه بالله ضعيفٌ، والدليل على ذلك، قول الله عزَّ وجلَّ: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). البُخل بسبب الخوف على الأبناء: فمن المُمكِن أن يبخلَ الأبوان بمالهما، ويمنعا إنفاقه في الأعمال الصالحة؛ من أجل نَفْعِ أبنائهما. البُخل بسبب الخوف من الفَقر والأمَلِ بالغِنى: وهو مذموم في الإسلام، فالمؤمن يؤمن بأن الله هو الرزاق الكريم، فكما عليه أن يصرف دون تبذير عليه أن ينفق دون بخل خوفاً من الفقر في المستقبل. عاقبة البُخل تَترتَّبُ على البُخل عدّة عواقب، وهي كما يأتي: النِّفاق: كالمُنافِقين الذين أخبرَ عنهم القرآنُ الكريمُ، إذ عاهدوا اللهَ إن أعطاهم ورزقَهم، فإنّهم سيتصدقون بأموالهم، فلمّا رزقَهم الله بخلُوا برزقِه وأخلفُوا وعدَهم؛ فحرَّمَ الله -سبحانه وتعالى- عليهم التوبةَ إلى يوم الدِّين. حِرمان النفس من الأجر: فعاقِبةُ البُخل تعود على البخيل أوّلاً؛ وذلك لأنَّه ببخلِه وامتناعِه عن الإنفاق في سبيل الله، يكون قد حَرمَ نفسَه من الثواب الجزيل من الله تعالى. عدمُ توفيقِ الإنسانِ إلى فعل الخير؛ مما يتسبَّبُ في أن تكون الطاعةُ عسِرةً وشديدةً عليه. تعذيبُ البخيلِ يومَ القيامةِ بالمال الذي اكتنَزَه وبخلَ بهِ في الدُّنيا. حِرمانُ البخيل من جوارِ اللهِ -سبحانه وتعالى- في الجنّة يوم الدِّين.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية