كتبت _ وفاء خروبة
البخل في المشاعر يعني عدم إظهار الشخص لأحاسيسه الطيبة للآخرين ، وهو يفعل ذلك متعمدا لأسباب متعددة ، قد تكون تصوره أن إظهار مشاعره يعد نوع من الضعف ، وقد يكون بخيلا في مشاعره لأنه شخص جاحد ، ولا يحب أن يراه الآخرون عطوفا أو محبا وبخل العواطف يجعل صاحبه مذموما ؛ حتى وإن كان الشخص الذي في الموقف حبيبه أو قريب منه ، لأن هذا البخل يؤدي إلى حالة من الجفاء ، فيقل التعاطف مع الشخص البخيل في مشاعره شيئا فشيئا ، حتى يُصب من أمامه بالجمود والبلادة في الإحساس ، فيبادله البخل ، وعند الوصول إلى تلك المرحلة تستحيل الحياة
وحتى في إحساسه بالفرح إذ يبخل على نفسه بالتمتع بالمشاعر الحلوة .. اعتقد انه ما من احد منا إلا ومر في حياته شخص بخيل تعامل معه أو ربما عاش معه.
ومع أنني اعتقد أن العيش مع البخيل عذاب مستمر ولكن ما العمل إذا كان لا بد من معاشرة البخيل أو التعامل معه؟
كما قلت في بداية المقالة شخصيا أتعاطف مع البخلاء اشعر أن بعضهم يدرك عجزه عن العطاء ولكن لا يستطيع أن يغير عادته في التقتير أبدا .
البخل مذموم في ديننا الإسلامي وفي جميع الأديان السماوية لأنه لا يأتي بخير على الإنسان أو على من حوله لكني اعتقد أن البخل كسلوك يمكن تغييره ولكن يحتاج إلى إرادة قوية وتعديل في الأفكار….. اقصد أفكار الإنسان تجاه نفسه ومن حوله.
واخطر أنواع البخل برأيي هو البخل العاطفي حيث لا يستطيع الإنسان التعبير عن مشاعره لمن حوله، فالأم البخيلة لا تعبر لأبنائها عن مشاعرها، والأب البخيل كذلك حتى في العلاقة الأسرية إذا كان احد الطرفين الزوج أو الزوجة من البخلاء فان الحياة لا تستمر بسلام بينهما .
تعلم إظهار المشاعر لمن تربطك به رباط قوي كالآباء أو الأزواج أو الأبناء وهكذا. ولنعلم أن تغيير ما تعلمناه وتربينا عليه صعب جدا وبطيء جدا ولكنه بالطبع ليس مستحيلا ولا يقتصر على عمر معين كما يظن الكبار!
في نهاية مقالي أتمن أن يتعلم بخيل المشاعر
تعلم ألا تكبح أي فكرة أو إحساس تريد أن تبوح به، فقط اختر الوقت والموقف السانحين.
عندما تقرر أن تبوح بشيء، لا تغيره أبدا فقط أدل به صراحة وكاملا، فقط احترس ألا تخرج كلمات جارحة فلن يتفهم الآخر ما عانيته لوقت طويل. البخل في المشاعر يقتل الحب والزواج
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية