القاهرية
العالم بين يديك

المدينة الفاضلة

150

من أدب الرحلات
بقلم / ناجح أحمد 

بدأت بسنا أعظم رحلاتي في حياتي إلى المدينة الفاضلة مستقلا مركبة البهاء وسفينة السلام إلى من أتوق زيارته هو خير الأنام عليه الصلاة والسلام ، تسوقني سليقة فؤادي المتيم وكياني المفعم بالشوق والحنين ، ومعانقة صديقي الإيمان ، على طريقي ثلاثة أيام تمتزج أحاسيسي برفارف الفرح شاحب العينين أنتظر الوصول القريب للكمال من جمال الحياة في بعثة من صحبة طريق الإيمان ، بقلبي أصوات عالية النبضات وكأنني أسير إلى عرس وزفاف ، وبين الانتظار المرير وشعوري الحقيقي لبعد المرام ، لكنه دان دان ، وترفعنا أمواج مياه البحر الأحمر الممتلئ بالشعاب المرجانية ، وزعانف الأسماك والحيتان الضخمة صديقة الإنسان ، وغيرها المتوحشة ، ومع سكنات الليل الهادئ نجوم رافلة ونسمات هواء متغيرة ، وأصوات بين هدوء لا تلبث إلا أن تعود صاخبة بألوان نجوم وسحابات بيض ؛ ثم تهدأ مع أذكاري وصلوات قائمة ، من ركاب السفينة المبحرة بين قناة السويس وميناء جدة ، وصلت بحمد الله تجذبني آهلة البنايات وفارعات ناطحات السحاب ، و كأن المآذن مسرعة نحوي تخطو قدمًا ، و أتمتم بشدو روحاني دون وعي ينطق لساني مهللا مكبرا مصليا على الحبيب الغالي ، حتى دخلت بقدمي اليمنى من باب السلام بسم الله المسجد المثالي ، أصلي وأسلم تسليمات تدفعني لشعر المديح وكأنني دعوت في وتري إثر صلوات التراويح ، فصليت التحية ، ثم هرولت كأن أجنحة الملائكة تحملني إلى نافذة النور للسلام على حبيبي الرسول ، وسلمت على صاحبيه أبي بكر الصديق و عمر الفاروق ، ثم خرجت مبتهلًا مبتهجًا في عجب و زهول من باب البقيع إلى باب الملك جبريل عليه السلام … و لرحلتي تتمة و السلام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات