دراسة: يقلل حمض الفوليك من مخاطر الانتحار

د. إيمان بشير ابوكبدة

يمكن محاولة تقليل تواتر وشدة الأفكار الانتحارية عن طريق تناول حمض الفوليك. هذا ما اقترحه بحث جديد نشر في جاما للطب النفسي من قبل فريق من جامعة شيكاغو.

وفقا لنتائج الدراسة، يرتبط تناول حمض الفوليك بانخفاض بنسبة 44٪ في حالات الانتحار. كان دور الفولات في الطب النفسي معروفا بالفعل. في الواقع، يبدو أن المادة تزيد من تأثير مضادات الاكتئاب، بينما يتنبأ نقص حمض الفوليك باستجابة أقل لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.

فحص العلماء الأمريكيون 866586 شخصا، معظمهم من النساء، تلقوا وصفة طبية لحمض الفوليك بين عامي 2012 و 2017. ارتبط أكثر من نصف وصفات حمض الفوليك باضطرابات الألم. تلقى حوالي 48٪ جرعة عامل واحد تبلغ 1 مجم / يوم، وهو الحد الأقصى المسموح به للبالغين حتى في النساء الحوامل والمرضعات.

جرعات يومية أحادية أخرى تتراوح من 0.4 ملغ إلى 5 ملغ تمثل 0.11٪ من الوصفات الطبية. أما البقية (أكثر من 50٪ من الوصفات الطبية) فقد تناولوا حمض الفوليك عن طريق الفيتامينات المتعددة.

تمت متابعة الموضوعات لمدة 24 شهرا، تم خلالها تسجيل محاولات انتحار أو أحداث إيذاء النفس، ومقارنة فترات العلاج بحمض الفوليك مع فترات بدون علاج.

خلال فترة الدراسة، كان المعدل الإجمالي للحدث 133 لكل 100000، أو حوالي ربع ذلك المبلغ عنه في عموم السكان، والذي كان 600 لكل 100000.

استبعد الباحثون بعض العوامل المربكة المحتملة، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 44 في المائة في حالات الانتحار حتى باستثناء النساء الحوامل تم الحصول على نتائج مماثلة. لكل شهر من العلاج، كان هناك انخفاض بنسبة 5 ٪ في معدل حوادث الانتحار، مما يعني أنه كلما طالت مدة تناول المادة، زادت الحماية.

قام الباحثون أيضا بتقييم مجموعة ضابطة سلبية مكونة من 236،610 فردًا استخدموا السيانوكوبالامين خلال فترة الدراسة. السيانوكوبالامين هو شكل من أشكال فيتامين ب 12 الضروري لعملية التمثيل الغذائي وتخليق خلايا الدم والجهاز العصبي. لا يحتوى على حمض الفوليك ويستخدم بشكل شائع لعلاج فقر الدم. أظهرت النتائج عدم وجود ارتباط بين السيانوكوبالامين والسلوك الانتحاري.

يمكن تناول حمض الفوليك بشكل مستقل لأنه منتج بدون وصفة طبية.

حمض الفوليك آمن وغير مكلف ومتوفر بشكل عام، وإذا أكدت التجارب المستقبلية العشوائية المضبوطة وجود علاقة سببية لهذه العلاقة سيكون علاج مهم للغاية نظرا لأن الانتحار يمثل أزمة للصحة العامة العالمية.