القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ناتاشا كامبوش”..ضحية إختطاف وإغتصاب 8سنوات طفولة مغتصبة

140

كتب :أحمد الزعبلاوي
من هي “ناتاشا كامبوش”:

“ناتاشا كامبوش” هي فتاة نمساوية التي مرت بتجربة اختطاف واغتصاب مرعبة استمرت لمدة ثمانية سنوات، في إحدى ضواحي “دوناوشتات” في مدينة فيينا بالنمسا، كانت تعيش فتاة صغيرة تبلغ من العشر سنوات تدعى “ناتاشا كامبوش” والتي بالرغم من أنها كانت تعيش طفولة بائسة بسبب انفصال والديها وكثرة المشاكل بينهما تحاول جاهدة أن تعيش مثل أي فتاة عادية، ولكن قدرها جعلها تعيش معاناة لا يمكن لطفلها مثلها تحملها.

اختطاف الطفلة “ناتاشا كامبوش”:

في اليوم الثاني من شهر مارس من عام “1998” استيقظت الفتاة الصغيرة كالعادة و استعدت إلى الذهاب لمدرستها، و لكن هناك شخص كان يراقبها و عندما وجد الفرصة قام باختطافها في سيارته،فتحت الصغيرة عينيها لتجد نفسها محبوسة في قبو صغير،و هنا بدأت ناتاشا رحلة من العذاب،كان هذا الرجل الذي قام باختطافها يدعو “فولفجانج بريكلوبيل”،و يبلغ من العمر ستة و ثلاثون عاماً قام بالتخطيط إلى خطفها لذلك قام ببناء هذه الغرفة السرية تحت منزله مخصوص من أجل أن يجعلها أسيرة فيها،و بدأ يقوم بضربها و تعذيبها،و في النهاية اغتصابها،و كثيراً كان يقوم بمنع الطعام عنها كعقاب لها إذا لم تطيع كل أوامره.
تحسن علاقة ناتاشا بالمجرم:
بعد ما يقرب من أربع سنوات بدأ علاقة “فولفجانج بريكلوبيل”تتحسن بناتاشا، فبدأ يتناول معها الطعام ويتحدث معها، وخلال هذه السنوات كانت تبحث عنها الشرطة في كل مكان، ووجهت إلى والدتها اتهام بخطفها بسبب المشاكل الكثيرة التي كانت بينها وبين والد “ناتاشا، ولكن لاحقاً ظهرت براءتها، وفي النهاية أعلنت الشرطة فشلها في العثور عليها.

هروب ناتاشا كامبوش” من مغتصبها:
بعد ثمانية سنوات من العذاب واغتصاب طفولتها تمكنت ناتاشا من الهروب ورؤية الحياة التي كانت قد نسيتها تماماً، وذلك كان في إحدى الأيام بعام (2006) عندما طلب منها المجرم أن تقوم بتنظيف سيارته في حديقة المنزل، قامت ناتاشا بالتقاط المكنسة الكهربائية وبدأت في تنظيف السيارة، ووقف المختطف يراقبها، ولكن بعد دقائق قليلة تلقى اتصال هام ولكن بسبب صوت المكنسة لم يسمع شيء، لذلك بدأ يبتعد حتى دخل للمنزل، وكانت هذه اللحظة الذهبية بالنسبة إلى ناتاشا القت مسرعة بالمكنسة وبدأت بالركض خارج المنزل، حتى وصلت للشارع ولكن لا تعلم أين سوف تذهب وماذا سوف تفعل، طلبت المساعدة من أكثر من شخص ولكن تجاهلها الجميع، لذلك أتجهت إلى اقرب منزل وجدته وطرقت الباب ففتحت لها سيدة عجوز سمعت قصة و صدقتها، وعلى الفور قامت السيدة بالاتصال بالشرطة.

انتحار مغتصب ناتاشا كامبوش:
بدأت الشرطة تحقق في قضية ناتاشا و الفعل تأكدت من صحة قصتها، من خلال تحليل “DNA”،وجواز السفر الخاص به الذي تم العثور عليه في القبو عندما قاموا بتفتيشه، وقصتها انشرت في جميع وسائل الأعلام، ولكن بالنسبة إلى “فولفجانج بريكلوبيل” الذي قام بخطفها واغتصابها كل هذه السنوات عندما تأكد من هروبها، ألقى نفسه نحو القطار ومات في النهاية منتحراً

إصابة ناتاشا كامبوش بمتلازمة”ستوكهولم
و لكن الغريب أن في أحدى الحوارات التلفزيونية بكت ناتاشا بشدة على موت مغتصبها، والأغرب من ذلك أنها دخلت في حالة حزن و حداد عليه، ولكنها فسرت موققها هذا قائلة.. لقد كان جزء من حياتي عشت معه عدة سنوات تناولنا الطعام والحديث معاً حتى العذاب الذي عشته على يده كان جزء من حياتي، أجمع كل الاخصائيين النفسيين أن ناتاشا اصيبت بتملازمة تدعى ستوكهولم والتي يتعاطف فيها الضحية مع المجرم لعدة أسباب وأقوى هذه الأسباب هي التي فسرتها ناتاشا بنفسها .
ناتاشا تقوم بشراء القبو الذي سجنت فيه ثمانية سنوات:
حاولت الحكومة تعويض ناتاشا لذلك تكفلت بمصاريف دراستها وتوفير عمل بعد الدراسة لها، وأيضاً شراء منزل لها، وفتح حساب بنكي تم وضع مبلغ كبير من أجلها وأيضاً تبرع لها الكثيرون بالأموال، ولكن الأغرب من كل هذا أن ناتاشا ذهبت إلى والدة مغتصبها، وعرضت عليها مبلغ كبير من المال من أجل شراء جزء من المنزل يضم القبو الذي سجنت فيه كل هذه السنوات، من أجل الذهاب له من وقت لأخر وتقضية بعض الوقت فيه، ولكن ناتاشا أصبحت بعد ذلك مقدمة برامج، وكتبت في عام (2010) كتاب يحمل اسم ” 3,096 days” يحكي قصتها وحقق الكتاب ايرادات كبيرة، وفي عام (2013)، تم تحويل قصتها إلى فيلم سينمائي يحمل اسم(3096)،كما اصبحت أيضاً ملهمة للملايين حول العالم، و أخر كتاب قامت بتأليفه أصدر في عام (2017)، تحت اسم “10 Years of Freedom”.

تاريخ اكتشاف متلازمة “ستوكهولم

يعود تاريخ اكتشاف متلازمة “ستوكهولم” في عام (1973)، بعد هجوم بعض اللصوص على بنك “كريديتبانكين” بالسويد بقصد السرقة، وقاموا باحتجاز أربعة رهائن لمدة ست أيام متواصلة، وبعد مجهود من الشرطة تم القبض على المجرمين، ولكن تفاجئ الجميع برد فعل الرهائن، حيثُ رفضوا الشهادة ضد المجرمين، وليس هذا فقط أنما أيضاً قاموا بجمع أموال من أجل دفعها إلى أفضل المحامين من أجل الدفاع عنهم، وبالطبع حلل الأخصائيين هذه بأن خلال أيام الأحتجاز تم ارتباط عاطفي بين المجرمين وبين الرهائن، ويتم خلق هذه المشاعر لدى الضحايا بسبب سلبهم للإرادة، فيصل بهم الأمر بشكل تدريجي إلى تقديم فروض الولاء والطاعة لهم والارتباط بهم، وبسبب هذه الحادثة تم اكتشاف هذه المتلازمة الغريبة جداً، وتم تسميتها نسبه إليها، والجدير بالذكر أن هناك متلازمة أخرى تدعي ليما، وهي عكس متلازمة متلازمة “ستوكهولم” يتعاطف فيها المجرم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات