القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

وفاة الكاتب الصحفي محمد أبو الغيط

122

رانيا ضيف

توفى الكاتب والصحفي محمد أبو الغيط صباح اليوم بعد معاناة مع مرض السرطان على مدار الأشهر الماضية.
كان أبو الغيط قد فقد  الوعي ودخل في غيبوبة منذ يومين، وأعلنت زوجته إسراء شهاب وفاته صباح اليوم عبر حسابها الشخصي:
“إنا لله وإنا إليه راجعون، إنتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي حبيبي Mohamed Aboelgheit محمد أبو الغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان. الرجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة ولنا بالصبر الجميل.
سوف يتم تحديث البوست بمكان وزمان صلاة الجنازة و الدفن لاحقاً.”

جاء الخبر المحزن بعد أيام من الإعلان عن أحدث كتاب له والصادر عن دار الشروق للنشر بعنوان “أنا قادم أيها الضوء ”

وقد نشرت دار الشروق هذا الجزء من فصل “لماذا أكتب ؟” من كتابه “أنا قادم أيها الضوء ”

محمد أبو الغيط مر من هنا؛

«قبل أشهر قليلة، تحديدا في أغسطس 2022، وجدت نفسي في آخر مكان أتخيله.
كنت في مركب يمضي ببطء داخل المسار البحري بكهف كوسكور في مارسيليا الفرنسية، أشاهد رسومات صنعها الإنسان القديم قبل نحو 27 ألف عام.
أسأل نفسي: لماذا فور إشباع حاجاته الأساسية من طعام ودفء وأمان وجد ذاك الإنسان الأول نفسه منجذبا لفكرة أن يطبع بالفحم وبقايا العظام والشحم آثار قبضته، أو يرسم حيواناته بأشكال فنية بدائية؟
الإجابة: هي أنه أراد أن يقول لمن بعده: لقد كنت هنا.
كلنا تتملكنا تلك الرغبة؛ رغبة الخلود في الحياة، فإن لم نخلد بأجسادنا فلنخلد بآثارنا، ولكلٍّ آثاره.
قد تبدأ آثار الإنسان من تلك الرسوم البدائية، وقد تتعقد لتصبح ملحمة جلجامش المثيرة على الألواح المسمارية، وقد تصبح أهرام الفراعنة، أو كاتدرائيات البيزنطيين، أو مساجد المماليك والعثمانيين، أو الكتابة لكاتب مثلي يشعر بخطر دنو نهايته.
لماذا أكتب؟
أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟
الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليا بـ 14 مليار سنة.
أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.
هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا!».

قد يعجبك ايضا
تعليقات