القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

فاطمة بنت أسد القرشيَّة – رضي الله عنها

166

بقلم حسن محمود الشريف

إنها السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيَّة الهاشميَّة، – رضي الله عنها –
زوجة أبي طالب عم النبي – صلى الله عليه وسلم – وأم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب
– رضي الله عنه – ، كان النبي يعيش في كنف جده عبدالمطلب حتى الثامنة من عمره وتحديدًا عندما توفي جده انتقل لبيت عمه أبي طالب ..
‏فاحتضن هذا البيت النبي واحتضنته امرأة عظيمة وهي فاطمة بنت أسد فاعتبرته أحد أبنائها بل وأكثر وفي بعض الروايات أنها كانت تُحب النبي أكثر من أبنائها فتأمل ذلك
فعندما توفي عبدالمطلب جاء أبو طالب لفاطمة وقال لها :
‏اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي ، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي ، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد ، فتبسّمت من قوله وقالت له : توصيني في وَلدي محمّد ، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي ؟! ففرح أبو طالب بذلك..
‏و اعتَنَت فاطمةُ بالنبي وأولَتْه رعايتها وحبّها ، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس لأنها كانت تقدر أنه يتيم فكانت تعطيه أشياء واهتمامًا حتى أكثر من أبنائها
‏وكانت أيضًا تغسّله بالماء وتدهن شَعره وتُرجّله وتطيبه ، وكان النبي يحبّها ولا يناديها إلاّ بـ (أمّي) لأنه لم يلاقِ اهتماما كهذا إلا من أمه فاطمه بنت أسد ..
‏ومن شدة حبها للنبي -عليه الصلاة والسلام – فعندما تزوج السيدة خديجة دفعت إليه فاطمة بفلذة كبدها ابنها عليّ بن أبي طالب ليكون في ولايته – صلي الله عليه وسلم – بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة – رضي الله عنها – ، فكيف ردَ لها النبي – عليه الصلاة والسلام – جزءًا من أفضالها؟
إن النبي – عليه الصلاة والسلام – سمى ابنته فاطمة على اسم هذه المرأة العظيمة التي كان يناديها بأمي
‏ ولما أهدى رجل للنبي ثوبا من الحرير فقال – عليه الصلاة والسلام – :
” اجعلها خُمرًا بين الفواطم الأربعة ، فشقها أربعة أخمره، خمارًا لفاطمة الزهراء ابنته
، وخمارًا لفاطمة بنت أسد زوجة عمه أبي طالب مربيته
، والثالث لفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب ،
، والرابع لفاطمة بنت شيبة بن عبد شمس زوج عقيل بن أبي طالب
‏أسلمت فاطمة بنت أسد بعد وفاة زوجها أبي طالب ، ثم هاجرت مع أبنائها إلى المدينة
‏وكانت – رضي الله عنها – راويةً للحديث ؛ روت عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ستَّةً وأربعين حديثًا
، فكان النبيُّ – صلى اللَّه عليه وسلم – يزورها وينام في بيتها بعض الأحيان ..
وسمعت فاطمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : يبعث الناس يوم القيامة عراة . فقالت
وا سوأتاه . فقال لها – صلى الله عليه وسلم – : إني أسأل الله أن تبعثي كاسية .

‏وقال أنس بن مالك : لمـَّا ماتت فاطمة بنت أسد دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال: ” رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعميني وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة”
‏وقال : «اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا.

و خلع النبي (صلوات ربي وسلامه عليه) قميصه وكفنها به
ونزل بقبرها يحفر ويوسع التراب بيده
وخرج وعينه تفيض من الدمع عليها؟؟
و دعا لها بأن تبعث وهي كاسية فهي مكفنة بقميص نبينا – صلى الله عليه وسلم – ،
ولمَّا سوَّى عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحدٍ، فقال: «إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَس مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، ونزلت مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّف عَنْهَا مِن ( ضَغْطَة الْقَبْرِ ) ، إنها ؛ كانت أحسن خلق الله صنيعا بي بعد أبي طالب”
حبيبي أنت يا رسول الله ، تحمل المعروف لمن لم يقدمه لك فكيف بامرأة حوى معروفها طفولتك،
رضي الله عن جدتى فاطمة بنت أسد وتقبلها فى الصالحات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات