القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إظاهر الصدقة أم الفقير؟

243

كتب_د.فرج العادلي

 

يستدل بعض الناس بقول الله تعالى﴿ إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ..﴾ فيظهرون الفقراء حال أخذهم الصدقة ويشاهدهم جميع الناس، وهذا خطأ.

وإنما يجوز الجهر بالصدقة إذا طلبها الفقير على الملأ أو أمام الناس، أو أن يتصدق بصدقة ليقتدي به غيره فساعتها يجوز إظاهر الصدقة وليس إظهار الفقير خاصة إذا لم يأذن في ظهوره حال الصدقة، ولا يجوز إجباره ولو بغير تصريح على الظهور لشدة حاجته، ومن يفعل ذلك فقد هتك ستر الفقير.

وأما من أراد توثيق الصدقة فلا يظهر وجوههم إلا من علم رضاه أو كان ممن لا يتحرجون من السؤال.

هذا وإن كان إظهار الصدقة جائز وفيه أفضلية إلا أن إخفاءها أولى وأعظم للمتصدق نفسه

قال تعالى﴿.. وإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾

ولقول النبي-صلى الله عليه وسلم- «أما الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله، والذي أعطاه».

وهذا دليل صريح على حب الله تعالى للمتصدقين سرًا.

وعليه فيجوز إظهار الصدقة وليس الفقير إلا من أذن أو رضي أو طلب على رؤوس الناس.

قد يعجبك ايضا
تعليقات