القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بمناسبة أعياد الطفولة هل تعفي الحكومة طلاب المدارس من نفقات المواصلات العامة اليومية؟

148

 

بقلم _نادرة سمير قرني

تحتفل دول العالم يوم 20 نوفمبر من كل عام بأعياد الطفولة؛ وذلك في محاولة لإلقاء الضوء على هؤلاء النبتة التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام بكل جوانبها، وتذكيراً بحقوق هؤلاء الأطفال التي لا يمكن أن يغفلها أي فرد مهما كان، وذلك إثر إعلان الأمم المتحدة يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 تشرين الأول/نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، يأتي هذا جنباً إلى جنب إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ومنذ عام 1990 يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها، وقد عرفت الاتفاقية الطفل بأنه: بأنه أي إنسان لم يتجاوز سن الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.

هذا وقد نصت الإتفاقية التي أعلنتها الأمم المتحدة بموافقة 196 دولة على مجموعة من الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل طفل، وتتمثل هذه الحقوق في:

الحق في حرية التعبير عن الرأي: تعتبر حرية التفكير والتعبير عن الرأي مهمة، فهي تعكس ما يدور في فكر الأطفال وعقولهم، ومن خلال المناقشات يمكن تبني هذه الأفكار وتطويرها، فكل طفل له فلسفته الخاصة التي تميزه عن غيره.

الحق في العيش في أمن وسلام: يجب على كل دولة توفير الأمن والحماية لأطفالها، سواء كانت حماية صحية أو جسدية أو اجتماعية.

الحق في الحياة: يتعين على كل دولة توفير سبل الحياة الكريمة لأطفالها والمحافظة على حياتهم منذ اليوم الأول للولادة وحتى بلوغ سن الرشد، دون تعريضهم لأي سبب من مسببات الوفاة، أو إخضاعهم إلى العقوبات القصوى؛ مثل الإعدام.

الحق في عدم التمييز: يجب جعل حقوق الطفل جميعها متساوية دون التمييز بين طفل وآخر.

الحق في الحصول على الرعاية الصحية المتكاملة: من واجبات الدولة تجاه أطفالها تأمين جميع الخدمات الصحية لهم؛ مثل التطعيمات وغيرها من الأمور التي تضمن لهم حياة خالية من المشاكل الصحية أو النفسية أو العقلية، كما يجب الاعتناء بصورة أكبر بالأطفال ضعيفي المناعة وحمايتهم من الأمراض المعدية والوراثية.

الحق في الحصول على الغذاء: من حق الأطفال الحصول على غذاء نظيف وطبيعي ومتوازن يتضمن جميع العناصر اللازمة لنمو أجسامهم بقوة وصلابة، بالإضافة إلى الأغذية التي تقوي مناعتهم وعقولهم، فعندما يتغذى الأطفال جيداً، يصبحون أقل عرضة للأمراض، وبالتالي يصبح أداء وظائف أجسامهم سليماً وأكثر حيوية.

الحق في التعليم: جميع الدول الحديثة والمتقدمة تراهن على أن الأطفال هم أساس المستقبل، لذلك وجب الاهتمام بهم بأعلى المعايير، ومن حقوق الأطفال الرئيسية حق التعليم للجميع دون استثناء أو تفرقة، فكل طفل له الحق في الذهاب إلى المدرسة يومياً والحصول على أكبر كم من المعلومات.

الحق في أن يكون له هوية واضحة: لكل طفل الحق في الحصول على اسم واسم عائلة وتاريخ ميلاد وجنسية ليستطيع الحصول على كافة حقوقه، بالإضافة إلى التمتع بالخدمات التي تقدمها الدولة.

الحق في جمع شمل العائلة وتوحيدها:يحق لأي طفل وعائلته مغادرة دولته والدخول إلى أي دولة أخرى بهدف المحافظة على الترابط أو لم الشمل.

الحق في رعاية الأطفال المعاقين وذوي القدرات الخاصة: يتوجب على الدول الاهتمام وتوفير سبل العيش الكريم للأطفال الذين يعانون من الإعاقات، من خلال توفير المدارس والمراكز الخاصة التي تنمي قدراتهم وتؤهلهم للانخراط في المجتمع.

إن كل هذه الحقوق إذا عملت جميع دول على تطبيقها فسينشأ الطفل نشأة صحيحة ويكون ذو أخلاق حميدة ، يمتلك قيم ومبادىء دينه ويسير على عادات وتقاليد بلده، وإذا نشأ الطفل نشأة صحيحة مفعمة بالحب والحنان والرعاية المتكاملة وسط أسرته فإننا سنجني بعد فترة من الزمن ليست ببعيدة حصاد هذه النبتة الطيبة والتي يخرج منها الطبيب، العالم، المهندس، المحامي، الإعلامي، الضابط، ……إلخ

وإذا تحدثنا عن مصرنا الحبيبة فإن المدارس تحصد أعداد مهولة من الطلاب، هؤلاء الطلاب تتراوح مستوياتهم الاقتصادية ما بين العالي والمتوسط والمنخفض، ولكن الأغلبية العظمى من المستوى الاقتصادي المنخفض، وهؤلاء الطلاب يكبدون أولياء أمورهم يومياً نفقات الانتقال للمدرسة ونفقات الطعام والشراب، وغيرها من احتياجاتهم اليومية، مع العلم أن الأسرة الواحدة قد يكون عدد من الأطفال وليس طفل واحد، وهو ما يمثل عبء على ولي الأمر، وهو ما يجعلني أطالب الحكومة المصرية ووزارة التربية والتعليم في إعفاء طلاب المدارس من نفقات الانتقال إلى المدرسة بوسائل المواصلات العامة، وأن تكون هذه المواصلات خدمة مجانية تُقدم للطلاب بمناسبة أعياد الطفولة كأقل تقدير لأسرهم التي تكافح من أجل أن يزرعون نبتة صالحة للمجتمع، حتى إذا ما شبت هذه النبتة جنت الدولة ثمرتها من أبنائها المخلصين الذين يرفعون اسم مصر عالياً في كافة المحافل والجهات.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات