القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

اضطرابات الشخصية الاعتمادية

224
د. طارق درويش
الشخصية الاعتمادية، أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب الأشخاص من حولنا، دون أن ندري، وفي أغلب الأحيان نصف أصحاب الشخصية الاعتمادية بالكسل، أو الخمول، الأمر الذي يجهله الكثير من الناس أن سلوك الشخصية الاعتمادية يعد من أنواع الاضطرابات التي تحتاج إلى علاج، لأن هذه الشخصية تسبب الضرر للأفراد المحيطين بها، وتلحق بهم الأذى، ومن الضروري إقناع أصحاب هذه الشخصية بالذهاب إلى المستشفى وتلقي العلاج، للتخلص من أعراض الشخصية الاعتمادية.
ما هي الشخصية الاعتمادية
الشخصية الاعتمادية هي التي لا تتمكن من المكوث بمفردها لفترات طويلة، وتصاب بما يسمى الانزعاج العصبي.
في حالة جلوس الشخص المصاب بفردة وقت طويل، تبدأ الأعراض المصاحبة للانزعاج العصبي بالظهور، حيث تصل في بعض الأحيان للشعور بـ نوبات الهلع.
يعتمد الشخص المصاب بشكل كبير على الأفراد المحيطين به، ليتحقق لديه الإحساس بالأمان، والدعم النفسي والعاطفي.
ما هي صفات الشخصية الاعتمادية
لا يقوى الشخص المصاب بأعراض الشخصية الاعتمادية على الجلوس بمفرده وقت طويل، وتزداد لديه الرغبة في الاعتماد على الأفراد المقربين منه وتعد هذه أبرز صفات الشخصية الاعتمادية:
الاعتمادية
يعتمد بشكل مستمر على أصدقاءه وعائلته، عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار، أو القيام بعمل معين.
الخضوع
يخضع الشخص المصاب بأعراض الشخصية الاعتمادية، للأفراد من حوله، إلى حد يصل إلى البلاهة في كثير من الأوقات.
الخوف من الهجر
ينتابه شعور دائم بالخوف من ترك أصدقاءه له، أو الأشخاص القريبين منه.
لا يحب البقاء بمفرده
لا يمتلك القدرة التي تمكنه من الابتعاد عن الآخرين، ولا يستطيع الانفراد بذاته.
الانزعاج العصبي
إذا اضطرته الظروف للبقاء بمفرده، تظهر عليه الأعراض الخاصة بمشكلة الانزعاج العصبي.
الحاجة للأمان
يحتاج صاحب الشخصية الاعتمادية إلى الشعور المتواصل بالاطمئنان، ويحتاج إلى سماع عبارات تشعره أن الأمور من حوله مستقرة.
خوفه من الرفض
يسيطر على المصاب شعور دائم بعدم تقبل الآخرين له.
اسباب حدوث اضطراب الشخصية الاعتمادية
هناك مجموعة من العوامل والأسباب أدت إلى ظهور الشخصية الاعتمادية، ومن أبرز هذه الأسباب نذكر الآتي:
أسباب وراثية
قد يرجع إصابة بعض الأشخاص بأعراض الشخصية الاعتمادية، إلى وجود أحد أفراد العائلة سبق له وأصيب بنفس الأعراض.
اسباب اجتماعية
قد تؤدي حماية أحد الوالدين المفرطة للطفل إلى نشأته على الاعتماد على الأفراد من حوله.
أو في حالة فرض سلطة الأبوين على الطفل، واختيارهم لجميع الأشياء التي تخصه بدلًا منه، مما يؤدي إلى نشأته على فقدان الثقة في النفس.
كيف يعاني أصحاب الشخصية الاعتمادية
  • يعاني الشخص صاحب الشخصية الاعتمادية من الكثير من الأعراض المرهقة التي تؤثر على حياته بشكل مباشر.
  • قد يتعرض في العديد من المواقف للإهانة من قبل الشخصيات التي يعتمد عليها، ولكنه لا يتمكن إبداء استيائه لهذه الإهانة.
  • يعاني من الشعور المتواصل بالقلق، من عدم تقبل من حوله له، أو من فكرة جلوسه بفرده لأوقات طويلة.
  • يفقد الشعور بالأمان، ويطلب من الأشخاص المحيطين به دعمه من الناحية العاطفية بشكل مستمر.
  • يخشى معرفة آراء الأفراد الآخرين في شخصيته، وخاصًة إذا كان هذا الرأي سيعرضه للانتقاد، لأنه يعتقد أن الانتقاد يتبعه هجر.
معاناة الشخصية الاعتمادية في الزواج
يعاني الشخص الاعتمادي من عدة مشكلات بالزواج، مما يؤثر على الحياة الزوجية بطريقة مباشرة كالآتي:
عدم التحمل
شخص غير قادر على القيام بالأعباء الزوجية، حتى لو كانت بسيطة، لأنه لم يتحمل مسئولية قبل ذلك.
فشله في اتخاذ القرارات
بالطبع هو لا يستطيع حسم أي أمر، لأنه لم يتعود على الاعتماد على نفسه، أو إدارة دفة الأمور.
تقبل الإهانة
يتقبل الإهانة من الطرف الآخر بصدر رحب، حتى لا يبقى وحيدًا.
ظهور القلق
إذا ابتعد عنه شريك الحياة لبعض الوقت، وجلس منفردًا تظهر عليه آثار الاضطراب والعصبية.
لا يقبل النقد
لا يتقبل فكرة نقد الطرف الآخر له، ويصبح أكثر حساسية أثناء التعامل معه، مما يؤثر عليه بشكل سلبي.
فقدان الثقة بالنفس
يعاني من فقدان ثقته بذاته أمام شريك حياته، كما يحتاج بشكل دوري إلى سماع العبارات التي تبعث في نفسه السكينة.
السذاجة
لا يستطيع التصرف في كثير من الأوقات، لأنه غير مدرك للمشاكل الحياتية بشكل عام، ويفتقر للخبرة التي تمكنه من إدارة الأزمات.
كيف اتعامل مع الشخصية الاعتمادية
يتسم التعامل مع أصحاب الشخصية الاعتمادية بالصعوبة، لأنك تتحمل أعبائك الشخصية بجانب أعباء الشخص المصاب.
يؤدي هذا الأمر إلى إصابتك بـ الضغوط النفسية الشديدة، وافتقادك للشعور بالراحة، ولكي تتمكن من التعامل مع ذوي الشخصيات الاعتمادية، اتبع الآتي:
التشجيع على العلاج
يجب عليك أن تنصح الشخص المصاب بالذهاب للمستشفى، وذلك بهدف التخلص من أعراض الشخصية الاعتمادية.
الدعم
لا تتخلى عن المريض أثناء مدة علاجه، وحاول أن تفهمه بأن تلقي العلاج لا يعتبر هجرًا.
التواصل مع الطبيب
يجب على الأشخاص المقربين من المريض، التواصل المباشر مع الطبيب المعالج، لكي يقدم لهم النصائح التي تمكنهم من التعايش مع المصاب دون أن يسبب لهم الضرر.
 
ما هو اختبار الشخصية الاعتمادية
يعتمد كثير من الأطباء النفسيين في إجراء اختبار معين، يتمكن من خلاله كشف أصحاب الشخصية الاعتمادية بسهولة، من خلال بعض الأسئلة كالتالي:
  1. أثناء تواجدك منفردًا، هل تتمكن من تحديد أهدافك لحياتك القادمة، ولا تقبل أن يحددها لك أشخاص آخرين(نعملا).
  2. تنجز المهام الموكلة إليك، حتى وإن كانت صعبة، وتحاول تقديم المساعدات للأشخاص المحيطين بك(نعملا).
  3. تقوم باتخاذ القرارات التي تخصك بنفسك، ولا تكترث لآراء الآخرين (نعملا).
  4. تواجه أخطائك وتعمل على إصلاحها، دون البحث عن نصيحة من قبل أحد الأشخاص لتتخطى أزمتك (نعملا).
  5. تستطيع أن تتولى قيادة أحد الفرق سواء في العمل، أو في النادي، أو تتولى أي منصب قيادي، بدون انزعاج (نعم لا).
إذا قمت باختيار كلمة لا على أغلب الأسئلة السابقة، سوف تكون شخصية اعتمادية من الدرجة الأولى.
لكن في حالة أنك اخترت كلمة نعم، فإنك لا تعاني من أي اضطراب، وتتمتع بشخصية سوية
كيف يتم تشخيص الشخصية الاعتمادية
يصاب الشخص بأعراض الشخصية الاعتمادية في بداية حياته وحتى مرحلة البلوغ، ويتم تشخيص المرض إذا تواجد ثلاثة أعراض من التالي:
التدخل بحياته
يسمح للأشخاص المحيطين به باتخاذ القرارات نيابة عنه، حتى في أدق الأمور.
التبعية
يتبع الأفراد ممن يعتمد عليهم بدرجة كبيرة، وينصاع لرغباتهم دون تفكير.
عدم الراحة
لا يشعر بإحساس السكينة عندما يكون بمفرده، لأنه يعتقد بأنه عاجز عن خدمة نفسه.
انعدام المطالب
لا يستطيع أن يطلب من الأفراد التي يعتمد عليهم، أي شيء حتى لا يشعرهم بعدم الارتياح.
مشغول بمخاوفه
تسيطر عليه أفكار مرعبه، بأنه لن يستطيع أن يقوم برعاية ذاته، في حلة تركه الأشخاص المقربين منه.
الحاجة للطمأنينة
يحتاج بشكل مستمر إلى الشعور بالأمان، وأن الأمور تسير كما يجب، حتى يتمكن من اتخاذ أي قرار حتى لو كان بسيط.
علاج الشخصية الاعتمادية
يتركز علاج الشخصية الاعتمادية على طريقتين، وسنقوم بتناولهما بالتفصيل كالآتي:
علاج سلوكي معرفي
  • يعتبر هذا النوع من العلاج هو الأساس الذي يعالج الشخصية الاعتمادية، لأنه يساعد الشخص المصاب بتخطي الأزمة.
  • يبث داخل المريض القدرة على انجاز كافة أموره الشخصية بنفسه، ويعتمد على ذاته في القيام بكافة الأعمال.
  • يتلقى برنامج تدريبي يؤهله للتحكم بعلامات القلق والخوف التي تطرأ عليه، عندما يجلس منفردًا.
  • كما يتدرب على إقامة علاقات سوية مع كافة الأشخاص المحيطين به، دون أن يسبب لهم الضرر، أو يؤذي نفسه.
  • يساعد هذا النوع من العلاج على جعل المريض نشيط بشكل أكبر، ويقوم بالتركيز على الأهداف والمصالح التي تخصه.
العلاج بالدواء
  • بجانب العلاج السلوكي، يجب أن يتناول المريض بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وأنواع أخرى من الأدوية التي تحد من عملية الانزعاج العصبي.
  • كما لا نغفل دور الأدوية التي تعالج الأعراض الجسمانية، مثل علاج ضربات القلب.
لذلك تعد الشخصية الاعتمادية، من أكثر الشخصيات التي تعاني، إذا لم يتم عرضها على جهة طبية متخصصة، للقضاء على علامات الشخصية الاعتمادية التي تظهر على العديد من الناس بالوقت الحالي.
قد يعجبك ايضا
تعليقات