القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مسجد العارف بالله شاهين الخلوتي

140

 

تقرير : محمد زغله.

مسجد العارف بالله شاهين الخلوتي: مسجد أثري منحوت بسفح جبل المقطم بمنطقة «الأباجية» خلف المدافن.
كانت تلك المنطقة تسمى قديمآ «وادي المستضعفين».
لم يتبق من المسجد سوى «المئذنة وقبة الضريح».
المسجدمبني على طراز معماري نادر جدآ في مصر وهو عمارة «الحجر المنحوت»، فهو منحوت في الجبل مثل معبدي أبو سمبل وحتشبسوت.

سمي المسجد بإسم الشيخ الصالح «شاهين المحمدي» الذى ولد بمدينة «تبريز بإيران» في القرن التاسع الهجري ولايعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد. أمضى الشيخ طفولته في إيران ثم رحل إلى مصر في عهد السلطان الأشرف «قايتباي»في عام 1468، وكان رحمه الله جميل الخلقة ممشوق القوام، فاشتراه السلطان وأصبح من مماليكه وأنتظم في جنده.
لكنه كان منطويآ يحب العزلة ولا يطمئنُ إلا إلى صحبة الفقهاء ورجال الدين، فحفظ القرآن كاملآ والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة. فلما عرف السلطان عنه ذلك قربه منه وصار لا يبارح مجلسه ولما طلب منه شاهين أن يتركه ويتركه لعبادة ربه فعل وأعتقه لوجه الله فعاد إلى بلاد فارس«إيران»، وهناك تتلمذ علي يد الشيخ العارف بالله «عمر روشني »الموجود بالمدينة، حتى أصبح من أقرب تلاميذه ومريديه، وأخذ عنه الطريق. ثم عاد إلى مصر وصاحب العارف بالله الشيخ «محمد الدمرداش» بمنطقة العباسية وأصبح من أعز رفقائه ومريديه، ولذلك عرف بشاهين الدمرداشي المحمدي.
حين توفي الشيخ الدمرداش؛ ترك شاهين العباسية وسكن جبل المقطم، ولم يزل مقيما في خلوته هناك لم ينزل من لمدة ثلاثين سنة. عرف الناس أمره فتردد عليه الأمراء والوزراء لزيارته والتبرك به وأخذالعلم منه، وكان رحمه الله قليل الكلام كثير السهرللتعبد متقشفآ في ملبسه ومعتزلا عن الناس وظل على هذا الحال حتى توفى في عام 901 هـ.
***
بٌنى مسجد شاهين الخلوتي؛ في عام 945هـ/ 1538م، وأنشأه إبنه الشيخ «جمال الدين شاهين» لوالده العارف بالله الشيخ شاهين الخلوتي .
ومجموعةالمسجد تضم المسجد وضريح وثلاثة قبور أكبرهم لشاهين الخلوتي؛ ثم آخران لإبنه جمال الدين شاهين وإبنه محمد شاهين. فقد كان المسجد يحتوي على مكان للصلاة ومئذنة وملحقات كانت عبارة عن مساكن وخلوات للصوفية، ومقابر.
كان يشبه الضاحية المعلقة بالجبل متوفر بها جميع الخدامات من خزانات للمياه ومساكن ومرافق كاملة المنافع تضمن لقاطنها حياة متكاملة.
يصعد إلى المسجد بممر؛ يصل منه الصاعد إلى قاعة الصلاة بالمسجد نفسه، وكان الصاعد في السابق يجد في مواجهته ضريحا عليه قبة داخل المسجد لا يزال أثره منقورا على هيئة مستطيل بالجهة الغربية من المسجد بجوار فتحة الصعود. وكان بالمسجد أربعة أعمدة من الحجر، وقبلته مشغولة بقطع من الرخام الملون والصدف. ويقال إنه كان يوجد به صهريج مياه؛ وتوجد آثاره في داخل القاعة الشرقية. ويلاحظ أيضا أن دورة المياه كانت بالطرف الجنوبي الغربي، ولها مجارير تسير نحو حافة الجبل ذات فتحات علوية، وهناك آثار مرحاض بجوار الحائط الجنوبي. وعلى مقربة منه محراب حجري صغير.
باب قبة المسجد يعلوه قطعة رخام مكتوب عليها «بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا المسجد ووقفه العبد الفقير إلى الله جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله الشيخ شاهين وافتتح في عام 945 هجرية» وداخل القبة أيضا مكتوب تاريخ تجديدها عام 1007 هجرية.
رحمه الله

قد يعجبك ايضا
تعليقات