القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الجلال ليس اسما لله تعالى

86

كتبت _نهال يونس 

 

قال ابن فارس رحمه الله تعالى جَلَّ الشَّيْءُ: عَظُمَ، وَجُلُّ الشَّيْءِ مُعْظَمُهُ. وَجَلَالُ اللَّهِ: عَظَمَتُهُ. وَهُوَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ  

 يوصف الله تعالى بأنه ذو الجلال

كما في قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) 

وقال الله تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) 

والجلال: مصدر بمعنى: العظمة، من جلَّ.

والمصادر ليست أسماء، وإنما تشتق منها الأسماء.

فمثلا القدرة والعلم والرحمة ليست أسماء لله تعالى، وإنما أسماء الله تعالى مشتقة منها وهي: القدير والعليم والرحيم، وكذا سائر أسمائه سبحانه وتعالى.

فالحاصل؛ أن الجلال ليس اسما لله تعالى، وإنما اختلف في الاسم المشتق منه وهو “الجليل” هل يعد اسما لله تعالى أم لا؟

فمنهم من عدّه اسما لله تعالى، ومن ذلك قول الخطابي رحمه الله تعالى:

 الجليل: هو من الجلال، والعظمة. ومعناه: منصرف إلى جلال القدرة، وعِظَم الشأن، فهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل، ويضع معه كل رفيع .

وقال البيهقي رحمه الله تعالى:

ومنها “الجليل” وذلك مما ورد به الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي، وفي الكتاب: ذو الجلال والإكرام ، ومعناه المستحق للأمر والنهي، فإن جلال الواحد فيما بين الناس إنما يظهر بأن يكون له على غيره أمر نافذ لا يجد من طاعته فيه بدا، فإذا كان من حق الباري جل ثناؤه على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذا، وطاعته له لازمة، وجب له اسم الجليل حقا 

وذهب جمع من أهل العلم إلى أن الجليل ليس اسما لله تعالى؛ لأنه لم يرد به نص من كتاب أو سنة صحيحة الثبوت، وأسماء الله توقيفية لا يثبت منها شيء إلا بنص من الوحي.

وأما الجلال فليس اسما له تعالى، فكما لا يصح أن نقول: عبد القدرة، بل نقول: عبد القدير، أو عبد القادر، فكذلك لا يصح أن نقول عبد الجلال، وإنما يقال: عبد الجليل، عند من يعتقد بأنه اسم من أسماء الله تعالى.

 

التسمي باسم جلال لا يعد تشبها بصفة الله تعالى “الجلال”؛ لأن صفة الله تعالى معرفة بـ “ال”.

 

 إن كثيرا من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ والمعنى الكلي الذهني، فتطلق على الله بمعنى يخصه تعالى ويليق بجلاله سبحانه، وتطلق على المخلوق بمعنى يخصه ويليق به، فيقال مثلا: الله حليم، وإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حليم، وليس حلم إبراهيم كحلم الله، والله رؤوف رحيم، ومحمد صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيم، وليس رأفة محمد صلى الله عليه وسلم ورحمته كرأفة الله بخلقه ورحمته، والله تعالى جليل كريم ذو الجلال والإكرام على وجه الإطلاق، وكل نبي كريم جليل، وليست جلالة كل نبي وكرمه كجلالة غيره من الأنبياء وكرمه ولا مثل جلال الله وكرمه، بل لكل من الجلالة والكرم ما يخصه…

قد يعجبك ايضا
تعليقات