القاهرية
العالم بين يديك

قدر

290

بقلم سهام سمير

يقولون لكل من اسمه نصيبا، أعرف أن نصيبك من اسمك كله، لأن قدرك الذى ولدت لأجله كان قضية كبرى، وحربا شعواء، وظلم تفشى، وأنت حالم بقدر ما تقاتل، تحلم، وتتمنى، وتبادل الفكرة بالفكرة والكلمة بأختها.
جمعنا ميقات، ولم يجمعنا مكان، تهوى الصحو مبكرا مثلي، تبحث في البواكير عن فكرة متمردة وعصية على النوم، تنفضها بيد، وتصرها في قماشة وتغرز فيها إبرتك فتحبسها إلى حين.
قد تصبح فكرتك وسادة لأحدهم، أو مرتبة يتمدد عليها ملك أو مسكين، أما أنت لا تنام قبل أن تستكين لك كل الأفكار دفعة واحدة.
أسمعك وأنت تكتب، تكات قلمك تعبث بقلبي كما تعبث الفكرة بك، حتى تريحها على الورقة البيضاء.
أغار من الورقة البيضاء التي تستميلها فقط من أجل أن تريح كلماتك!
سألتك يوما:
ما معنى اسمك؟
قلت معناه أن ألتقيكِ وأنا أبعد عنك أميالا!
أما أنا فأراه، حلما تحقق.
أؤمن بقوة الأسماء وقدرتها على تشكيل مصائرنا وأقدارنا ثم يلاعبني القدر ويأتي بك، قدر!
أجبت على الفور، رغم أني لم أكن أناديك!
كيف عرفت أني أكلمك!
لا يوجد أحد باسمي، وحين طالبتك أن أطلقه على أحد أولادي.أجبت: أحب تفردي به، أرجوك لا تفعلي.

كان قدرا، أن نلتقي، ونفترق .
ما جذبني أول الحكاية هو ما طردني من جنتها أخرها.
هكذا البدايات دوما مبهجة، مبشرة، تأتيك كمكافأة عن فعل لم تفعله، وإجابة على سؤال لم تسأله!
فتحت رسالتك الأولى، تعشق البكور مثلي، ولم أفطن لفروق التوقيتات، أنت عشيق الليل، وأنا امرأة نهارية بامتياز، الشمس تسرقني من أحلامي، التي أسرح فيها طوال اليوم.
تبادلنا بضع كلمات، ك نسمة في ليلة صيفية، أرقت النيام من الحرارة.
كنت أعرف يا قدر، أن الجمال كالحزن يبدأ كبيرا ثم يبدأ في التلاشي.
قمة جبل الجليد التي صعدناها في لمح البصر، لم نستقر عليها كثيرا، لأن الجليد بدأ في الذوبان.
أرهقك طول السهر لتبقي لي على حلم اليقظة الذي أحلمه، وأرهقني الانتظار فانهار الجبل، وغرقنا في بحر من الأمواج الباردة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات