القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

كيف أتعلم فنون الرد

238
د. طارق درويش
فنون الرد
مع تعدد الثقافات واختلاطها في المجتمعات أصبحت النقاشات بين الأفراد ساحة للتبارز الفكري والتصادم في بعض الأحيان، كذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الحديثة سهلت أمر النقاش بين فردين أو أكثر مهما بعدت المسافة. كما أصبحت النقاشات تمتد إلى عدة أيام ويحاول كل الأطراف الانتصار على الآخرين وإثبات وجهة نظرهم والسلاح الأمثل لتحقيق ذلك هو الردود السريعة والذكية التي تخرج الشخص من الحوار منتصراً لوجهة نظره وفنون الرد والحوار أصيلة في التراث والثقافة العربية، كما يمكن اكتسابها بسهولة عبر التدريب والتركيز.
تَعلُّم فنون الرد
هناك طرق عديدة يمكن اتباعها لتعلم فنون الرد وأسلوب الحوار وإثبات الحجة عند النقاشات المختلفة، ومنها ما يلي:
الإنصات
الاستماع إلى محدثك جيداً والتركيز فيما يقول أهم النقاط التي تساعدك على الرد الصحيح والمباشر فيجب عدم مقاطعة المتحدث لعدم استفزازه وحتى يشعر أنك مهتم بما يقول، فيكون منصتاً جيداً لك عند دورك في الرد، كما يجب أن تطلب منه إعادة الأجزاء التي لم تفهمها جيداً وهو ما سيضاعف شعوره بالاهتمام، وهذا أول طريق الرد الحاسم.
التمهُّل
الاندفاع في الحديث قد يجعلك تقول أشياء تندم عليها لذا حاول أن تتمهل قليلاً وتفكر في كيفية عرض حديثك، وهو ما يضفي تأثيراً على من تحدثه فلا يشعر بأنك تهاجمه ويصبح ميالاً أكثر للاقتناع برأيك.
تجنُّب العناد
العناد يضعف من موقفك في الحديث، فإن لم تمتلك المعلومات الكافية لإثبات وجهة نظرك يمكنك التوقف عن الحديث والبحث، ثم إعادة الحوار في وقت آخر ورغم ذلك فيمكنك أن تضعف من وجهة نظر محدثك عبر التركيز على الفجوات في حديثه والتوقف عن الحديث في حالة عدم انتصار رأي على الآخر مع الاتفاق على استكماله في وقت لاحق.
التثقيف
فن الرد لا يأتي إلا بوجود قدر كافٍ من الثقافة اللغوية والعامة فعبر اللغة يمكن انتقاء الكلمات المناسبة للمواقف والمواضيع المختلفة وقولها في مكانها الصحيح بينما الثقافة العامة تمكنك من الحديث في كل المواضيع الهامة بتفاصيلها الدقيقة لذا عليك بالقراءة اليومية في مختلف المجالات، بدءاً من قراءة الصحف ومتابعة أبواب الرأي والتقارير الإخبارية في السياسة والاقتصاد والثقافة. كما ينصح بتعلم لغة جديدة أو التمكن من لغتك الثانية؛ لأن الدراسات تؤكد أن تعلم لغة جديدة يزيد من نسبة الذكاء عند الإنسان وسرعة بديهته
عدم الوقوف
موقف المدافع إنّ الوقوف في موقف المدافع أمام الشخص المسيء سيعطيه مساحة إضافية لاستفزاز الشخص المقابل مرة بعد مرة، مما يعني عدم حاجة الفرد لتبرير موقفه باعتباره متّهماً وعدم أخذ الموقف بصورة شخصيةواعتباره انتقاداً عاماً لا يمسه على وجه التحديد، حيث يكون ذلك نابعاً من ثبات الشخص الانفعالي وثقته بنفسه فعندما قيل لبرنارد شو مرّة من قِبل كاتب يحاول استفزازه قال له: إنّك كاتب -برنارد شو- يبحث عن المال، بينما أنا أبحث عن الشرف، فرد عليه برنارد شو بأنّ كل واحد منّا يبحث عما ينقصه بمعنى أن ما ينقصه هو المال، بينما ما ينقص الكاتب هو الشرف، ولم يتقمص برنارد شو حينها موقف المدافع الخجِل بقوله أنا لا أبحث عن المال أو أنا ميسور ولا ينقصني شيء، أو ما الذي أوحى لك بهذا؟ وما إلى ذلك من مبررات بل ترفع بنفسه عن هذا كله ورد على مستفزه بطريقة ساخرة منعته من مجارته بعدها.
قد يعجبك ايضا
تعليقات