القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

راحة البال لا تشترى بالمال

211

 

بقلم _نهال يونس

إن من أعظم النعم في هذه الحياة راحة البال، فإن من ذاقها في حياته فكأنه ملك كل شيء، ومن فقدها في حياته فكأنه لم يملك شيئاً ،فلا شك أن الإنسان في هذه الحياة يمر بكثيرٍ مِن الابتلاءات والمحن في النفس أو الأهل أو المال أو غير ذلك، والدنيا لا تصفو لمخلوقٍ دون تعبٍ، وفي أحداث الحياة المتلاحقة، يبحث المرء عن راحة البال وصلاح الحال وطيب النفس،راحة البال غاية كلّ إنسان في هذه الحياة،

إن راحة البال في الواقع هي السعادة الحقيقية الّتي يسعى الإنسان عبر كافة الوسائل والطرق طيلة حياته في البحث عنها وهي الحالة العكسية والمنطقية للشقاوة النفسية والاضطراب الذي يسلطه الله تعالى على كلّ من يُعرِض عن ذِكْرِه.
يقول الله عزّ وجلّ: «قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى».

إنّ لحظات من خلوة المسلم بنفسه في زحمة الحياة الّتي قد تبعده عن مصدر الطمأنينة ومفتاح السعادة، كفيلة بأن تردّه من جديد إلى رحاب الطمأنينة وراحة البال، والركون إلى جنب الله كفيلة أن تبدد ظلمات القلق الّذي قد ينتابه جرّاء البُعد عن ذكر الله تعالى والركون إلى الدّنيا وزخرفها.

مما لا شك فيه بأن راحةُ البال واطمِئنانُ النّفسِ وسعادةُ القلوب هي مطلب لجميع الإنسانية وغاية لكلّ البشرية منذ بدء الخليقة، و يسعَى الإنسان دائماً لإيجادِها، والتنافس المستمر في الحصول عليها.

ألا وإنه مهما سعى الإنسان إلى ذلك بشتَّى زخارِفِ الدّنيا وشهواتها، فلن يجِد إلى ذلك طريقًا، فمَن أرادَ السعادةَ الدائمةَ والراحةَ التامَّةَ ظاهرا وباطنا، فعليه أن يركن إلى جنب الله، و يمتثل إلى أوامره سبحانه و تعالى.

لأجل أن يؤمن المرء لنفسه راحة البال، فعليه بأن يتبع أمور أربعة:

أولها: أنه لا نجاة له من الموت، بل هو ملاقيه وإن فر منه،
وثانيها: أن لا راحة دائمة في الدنيا، وأن الأيام لا تستقر على حال ، إن سرت نفساً ضاحكة ساءت نفساً باكية، وثالثها: أن لا سلامة من الناس طول الوقت، وأنه مهما كنت تحذر منهم وتعتزلهم فالسلامة منهم أعز من الكبريت المشتعل ، وإن من الخطأ الظاهر ظن كثير من الناس أن راحة البال لا تحقق إلا بالعزلة دون الإختلاط، ورابع الأمور: أنه لا راحة بال لمن لا رضا له، فإن الرضا بالله وبقضائه وقدره أساس لراحة البال، أن الراحة الحقيقية الأبدية هي في جنة الله -تعالى-، وقد سٌئل الإمام أحمد -رحمه الله-: “متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة

قد يعجبك ايضا
تعليقات