القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

عيد حب للأطفال

141

كتبت_  سالي جابر
أخصائية نفسية

في عيد الحب سنتحدث عن الحب للأطفال، وكيف لتلك الورود الجميلة، الملائكة الصغار يحولون قلوبنا الكئيبة المغلقة إلى جنة لمجرد حضن منهم، كيف يجيب الوالدين سؤال طفلهم لمجرد نظرة حانية من طفلهم، الحب معجزة تتحول معها الصحراء الجرداء إلى أماكن خضر وسندس وإستبرق.
ولكن كيف نتعامل مع الأطفال بالحب دون إفراط أو تفريط؟
كيف يكون حبنا لهم حب صحي دون تقييد أو شروط؟
والأهم هو كيف نعطي لهم الحب ونحن من كثرة الضغوط مغلفين بالخيبة والحزن؟

كيفية التعبير عن الحب للطفل؟
الأطفال صفحة بيضاء خاوية نحن من ينقش عليها كل المفاهيم والمعاني، الأطفال لا يفهمون معنى الكره، ربما تظهر عليهم مشاعر الحزن والغضب والغيظ والانفعال، لكن ليس مكان للكره في قلوبهم البيضاء.
ولهذا دائمًا نقول: تأتي الأطفال بالحب والحنية.

عندما يفقد الطفل الحب …
• لو كان طفل إنطوائي: فإنه يرفض اقتراب الآخرين منه، ولن يطلب الحب من أحد ويعتبر أن الأم والأب لا يحبونه.
• ‏طفل اجتماعي جدًا لكنه يفقد الحب من أسرته لا يخاف من التعبير عن مشاعره، يطلب الحب من الجميع، يحضن كل من يراه، ولهذا نجد أطفال تحتضن الغرباء في أماكن؛ بحثًا عن الحب وتعبيرًا عن الحاجة إليه .

مظاهر حبك لطفلك:

• الاستماع له والمشاركة فيما يحب:
تخيلت ذات مرة لو تترك ما في يديك لتتحدث مع طفلك؟ هل تخيلت أنكِ تتركين تجهيز الطعام من يديكِ لدقائق لتستمعين إلى حكايات طفلك المدرسية، التي هي بالنسبة لكِ تافهة، لكنها غاية الأهمية بالنسبة للطفل.
سؤالك عما حدث مع طفلك في المدرسة؛ مشاركتة لأحداث يومه، أن تتحدثين معه عن لعبه يحبها وتشاركينه اللعب .
ما شعور طفلك عندما تستمعين لحديثه عن لعبته المفضلة؟ هل جربتي شعور أن تلعبين معه؟
في دولة عربية وجد الطفل والده يعتني بسيارته، يقوم بغسلها كل يوم. سأل الطفل والده: هل تحب السيارة كل هذا الحب؟ قال له والده: بالفعل أحبها، وهنا حزن الولد وقال له: ليتك تحبني مثلها.
وهو شعور الاهتمام بالشيء أو الشخص… الأب يترك دقائق من وقته ليمسح سيارته بنفسه يوميًا، ولا يعطي مثل تلك الدقائق لطفله.

• المساواة في الحب:

نعلم جيدًا أن القلوب بين يدي الله يقلبها كيفما شاء، والحب ليس لنا يد فيه، وغالبًا الأسرة تحب طفلها النشيط، الجيد في مذاكرته، المطيع، الهاديء… لكن هل ذلك سببًا لعدم توجيه نفس القدر من الحب للطفل الشقي، الثرثار، المفرط في الحركة؟
لا… لأن عدم المساواة في الحب لها أضرار بالغة مثل: الأنطواء، فقدان الثقة بالنفس، والأهم من ذلك الغيرة بين الإخوة التي تخلق مشاكل لا حصر لها .

ليس من اليسير خلق جو هاديء مليء بالحب، ليس من السهل توجيه الحب بقدر كافٍ بين الأبناء، ولكن لتربية صحية سليمة على الأسرة كيف تعتني بنفسها أولًا لخلق جو أسري صحي:
• جعل الخلافات الزوجية لا تتعدى غرفة النوم.
• ‏خفض الصوت عند الخلافات .
• ‏تبادل الحب بين الزوجين، فكما لا يخجلان من تبادل السباب والشجار أمام الأبناء، لا مانع من مشاركة الحب بقبلة على الجبين أمام الأبناء.
• ‏تجمع عائلي مع طبق من المسليات أمام فيلم أو ما يجتمع الرأي عليه.
• ‏قراءة القصص يوميًا للأطفال قبل النوم.

ليس هناك شيء صعب، لكن هناك ترتيب للأولويات، فلو كان الهدف خلق جو أسري هاديء وأطفال متزنين فعليكما التحلي بالصبر والاعتناء بالنفس وتبادل الحب.

قد يعجبك ايضا
تعليقات