بقلم خلود شريف
فى مثل هذا الصباح القوى أكتب.
أرسل حبى إلى الله، وأتلقى حبه.
أرسله فى إطعام لقطة، أرسله فى إصلاحي من شأن أختى، أرسله فى ابتسامة، أرسله فى الصفح عمن أذانى البارحة والآن.
أتلقاه فى هذا الهواء الرطب الذى أطلقه، وذلك الضوء الذى أرسله. أتلقاه فى طعام الفطور بغير قلق أو خوف، و فى الأمل الذى أسكنه فى قلبى رغم كل العثرات.
أستغفره من ذنوب لا حصر لها هو يعلمها، بعضها تقصير فى حقه و بعضها فى حق تلك النفس التى أودعها أمانة بين جنباى، حين دسستها و لم أزكها، حين تحالفت مع ظالميها و لم أنصفها، وحين قربتها ممّن لا يصون.
أعانق فى هذا الصباح الصبر: الصبر على التخبط و شتات المسعى و الهوان على الناس.
أضم نفسي أولا و أكون أول من يرحمها بعد الله، أعلمها كما كنت أتلطف فى تعليم طفل كيف يخطو بلا لوم أو تعنيف.
الحب لكل كائن الآن فى هذا الصباح يسرى فى مدارات الكون باحثا عن سبب للعيش، لكل منتظر قلبه يسرى فى مدارات الشوق.
الحب لله الذى غمرنا بالرحمة والغفران، وفتح لنا بابه أبدا كى نعود، وحين سألنا عنه كيف لنا أن ندعوه، أول ما أجاب به بأنه قريب. و ما الحب غير ذلك؟!
سأمدح هذا الصباح الجديد سأنسى الليالي .. كل الليالي وأمشي إلى وردة الجار أخطف منها طريقتها في الفرح سأقطف فاكهة الضوء من شجر واقف للجميع سلام على كل شيء سلام على من يملكون من الوقت وقتا لكي يقرأوا.. وسلام على المتعبين .. محمود درويش