القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أنت تحتاج لصدقة. 4 أسباب نفسية لاحتياجك للصدقة

171

 

كتبت/ سالي جابر
أخصائية نفسية

بينما يشعر الإنسان باحتياجه للمال فعليه إخراج صدقة مال، بينما أنت تحتاج لتطوير ذاتك في العلم فأنت تحتاج لصدقة علم، سمعنا الكثير والكثير من الأقاويل عن الشخص الذي لا يملك مال ولا يستطيع شراء ما يريد أو ما تريد زوجته، ذات يوم ذهبت صديقة إلى زوجته واندهشت من جمال بيتها وكيف حصلت على هذا ! فقالت لها الزوجة: كنا نضع صندوق صغير في غرفة النوم ونضع به نقود يوميًا دون تحديد كمية النقود وفي آخر الشهر نخرج جزءًا منه صدقة لله- تعالى-.
وقصة أخرى من واقع الحياة، ولد يعيش مع جدته يراها تقوم بعمل حساء العدس وتخرجه صدقة طعام لمن يحتاج الطعام، وعندما سألها حفيدها عن هذا قالت: هي صدقة لله – تعالى- كلما احتاج إلى الطعام فعليَّ بإطعام الطعام لمن يحتاج، وبينما اختار العدس لإنه أفضل طعام لي وأيضًا هو ما أملك، وقال تعالى في كتابه العزيز:” ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا”

قال تعالى:” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” وقال العلماء في تفسير كلمة البر أنها الجنة، والمعنى أنكم لن تنالوا الجنة حتى تتصدقوا مما تحبون.
كان الصحابة يتصدقون بأحب ما لديهم. مثل أبو طلحة أكثر الأنصار نخلًا بالمدينة، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء ( بستان في المدينة) وكانت مُستقبِلة المسجد، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يدخلها، فلما نزلت الآية:” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” قال أبو طلحة: يارسول الله إن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وأنها لصدقة لله تعالى، أرجو برها وذخرها، فضعها يارسول الله حيث أراك الله.
دلت الآية على أمرين:
الأول: أن يكون الإنفاق في سبيل الله للوصول إلى حقيقة البر من أحب الأموال وأفضلها عند مالكها، وبمقدار حسنها يكون الثواب.
الثاني: الحث على إخفاء الصدقة؛ بعدًا عن الرياء.

إن للصدقة فضل عظيم، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ” الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار”
كانت السيدة عائشة- رضي الله عنها- تعطر النقود قبل أن تتصدق بها، فسألها أحدهم لماذا تفعل؟ قالت: أن الصدقة توضع في يد الله قبل يد الفقير .

نفسيًا أنت تحتاج إلى الصدقة حتى تنال البر وإن كان البر الجنة، طيب الحياة، الراحة، الأمل…

كيف السبيل إلى الراحة إذًا من خلال الصدقة؟

أولًا: تطفيء خطيئتك؛ إن كنت تفعل الذنوب فإن الصدقة تُخلصك منها، وتبدأ راحتك النفسية من تخلصك من ثِقل أخطاء أقترفتها أو شَعُرت بها.

ثانيًا: هي تجارة مع الله، فإن للحسنة عشر أمثالها، حينما تتصدق بمبلغ من المال تأتيك عشر أضعافه، حسنات، مال، رضا…

ثالثًا: عندما تتصدق بأفضل ما لديك، فإنك تتخلص من تعلقك بالأشياء.
عندما يتعلق الشخص بشيء معين يمتلكه، يحبه بطريقة مرضية لدرجة أنه إذا كـُسر أو فُقِد يختل التوازن النفسي للفرد ويعاني ألم الفقد، قد يستهين به الآخرون لكن الأمر متروك للإحساس بالامتلاك، وعلى هذا فإن تصدقك بشيء غالي على قلبك يساعدك على التخلص من التعلق.

رابعًا: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”
الخوف من النار، ربما يحاسب الفرد ذاته على أفعاله في الدنيا خوفًا من النار ويقرر عدم العودة للذنوب، لكنه بالفعل يقترفها ثانية، وهناك من يصابون بالهلع من ذكر الموت أمامهم ( فوبيا الموت) هو اضطراب وليس مرض وقد يكون التخلص من هذا هو الصدقة لله-تعالى-.
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:” باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها”.

هناك العديد من الطرق للصدقة:

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:” تبسمك في وجه أخيك صدقة” ” الكلمة الطيبة صدقة”
لك أن تتخيل أنك تتحدث إلى أحد ويضايقك بكلماته الثقيلة على نفسك، كلمات تريبك، تزيدك توتر، كلمات تجعلك مهزوز نفسيًا. للكلمة ثِقل على النفس لا يشعر بها من قالها، بل يشعرها من تقال له تلك الكلمة عندما تكسره، تجعله سبب في امتلاء نفسه بغبار الخوف من الحياة.
لم تكن الكلمة الطيبة صدقة من فراغ؛ إلا لعلمه- سبحانه وتعالى- كم أن الكلمة السيئة ثقيلة على النفس.

ليعيش الإنسان سعيدًا، لابد من إنفاق الصدقات حتى وإن كانت كلمة أو أقل، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:” اتقوا النار ولو بشق تمرة”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات