القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حوار مع الشاعرة لمياء المجيد من قليبية

193

متابعة عبدالله القطاري من تونس

1-حدّثينا عن نفسك بالقدر الكافي للتعرّف عليك.

*لمياء المجيد، شاعرة و كاتبة، أصيلة قليبية، المدينة المتربّعة ببُرجها الأثريّ الشّامخ على ساحل البحر، شمال شرق البلاد التّونسيّة، ما تُسمّى جهة الوطن القبلي المادّة ذراعها مُحتضنة البحر من جهات ثلاث.

تحصّلت على باكالوريا آداب “أدب”، ثمّ خرّيجة المعاهد العليا لتكوين المعلّمين، أعمل حاليّا أستاذة فوق الرّتبة مميّز، أواصل تعليمي العالي اختصاص لغة و أدب عربي.

شاركت في عديد النّدوات و الملتقيات و المهرجانات الشّعريّة و الأدبيّة.

ولعي بالكتب و المطالعة بدأ منذ طفولتي المبكّرة إذ وجدتني في بيت تشجّعني فيه أمّي على الدّراسة، و أبي الّذي سقاني فيه رذاذ المطر، أدخلني مملكته؛ مكتبة و كتب صفراء قديمة، تُزهر حين أتصفّحها، ألتهم معانيها.

2-ماذا عن أحدث إصداراتك الشّعريّة ؟

*”حين حرّرت صمتي ” ،تحوي 43 قصيدة موزّعة على 120 صفحة، عن دار زينب للنّشر.

*”موجات زفيري “، تحوي 101 قصيدة موزّعة على 200 صفحة، مُعنونة كالآتي إلى ثلاث محاور كبرى: موجات زفيري 56 قصيدة، من عمق البحر تأتي طقوسي 22 قصيدة، بين الماء و النّار 23 قصيدة.

*أعمل حاليّا على مجموعة شعريّة ثالثة.

3-نودّ التعرّف على تفاصيل روايتك الحديثة ؟

*أعتقد أنّ الأوان لم يحن بعدُ للحديث عن هذا العمل، على الأقلّ حتّى أنتهيَ من رقنه، كلّ شيء بأوانه جميل ! لكن بإيجاز أعتقد أنّ المحتوى و المضمون و الشّكل سيكون مُربكًا، غوْصٌ في عديد المسكوت عنه ( Tabous) بجُرأة..تحليل..و نقد..و سخرية..تهكّم..حزنا و فرحا..لعديد جوانب الحياة الّتي نحياها…

4-ماهي أهمّ الجوائز الّتي حصلت عليها ؟

*نلت مجموعة من الشّهادات التّقديريّة و الشّكر و العرفان والإبداع و التميّز و شهائد شرفيّة عليا و الأوسمة الثّقافيّة وأوسمة الإبداع و التميّز و الدّروع من :

-جمعيّة هوارة للبحوث و الدّراسات التّراثيّة

-البيت الثقافي العراقي التّونسي

-الملتقى الوطني لحوار الفنون

-اتّحاد المثقّف العامّ

-حملة الشّارة العراقيّة

-المندوبيّة الجهويّة بنابل

-الجمعيّة الدّوليّة للثّقافة و الفنون AMCA

-اتّحاد السّلام العربي

-خيمة الوطن العربي الثّقافيّة

-روّاد الحرف لنشر الثّقافة الأدبيّة و السّلام العالمي

-الاتّحاد العامّ للأدباء و الكتّاب في العراق

-الأكاديميّة الدّوليّة العربيّة للثّقافة و الأدب

-مؤسّسة وادي النّيل للنّشر و التّوزيع

-حوريّة الأدب

-نشامى الولاء و الانتماء

-أكاديميّة السّلام في ألمانيا

-الأكاديميّة السّوريّة الدّوليّة للعلوم و الثّقافة

-مجلّة نجوم السّهر للشّعر و الإبداع اللّبنانيّة

-الوجدان الثّقافيّة

-منتدى بصمة أقلام مبدعة للشّعر

مع تنظيم حفلات الاحتفاء ب:

دار الثّقافة – قليبية

اتّحاد الكتّاب التّونسيين.

5-كيف تتناول قصائدك حياة الرّجل و علاقته بالمرأة ؟

*و علاقة المرأة بالرّجل..

القصائد فيها ما جاء مضمّخا بالحبّ و الوجد و الوله و العشق وبوْحَ صدرٍ و نفْحَ عطرٍ على وتر الرّوح و نبض القلب، مُغازلة للجمال جسدا و روحا أكثر، نصوص مُفعمة توهّجا روحيّا و دفْقًا عاطفيّا، غنيّة بالشّعور و الإحساس..

و منها ما جاء مُحبّرًا بالأنين و الألم و الوجوه القاتمة، نُسجت من لغة دراميّة تحتفي بالحزن و المعاناة في بوْحٍ يتقاطر دمعا و دما يبرز عمق الانفعال..

فالعلاقة بين الجنسين كالبحر؛ حبّا و عشقا و أمانا في صفاءه و سكونه، و كذبا و غدرا و عدم سكينة و خيانة في عسره و هيجانه..

6-برأيك، هل الشّعر يستطيع محاربة الآفات الاجتماعيّة ؟

*الشّاعر يعرّي و يميط اللّثام و يكشف نقدا أو سخرية، تورية أو تعرية، يرى ما قد لا يراه غيره، يسعى إلى التّغيير و الأفضل، الآن أو بعد حين..فالشّعر يفضح، يبثّ وعيا، يحارب، يستشرف..لكنّ محاربة الآفات الاجتماعيّة كليّا من خلال الشّعر وحده..و بمفرده..؟ ضربٌ من المُحال.. !

إذ أنّ الآفات الاجتماعيّة السّائدة في المجتمعات من أكبر العوائق الّتي تواجهها في سبيل السّعي نحو الاستقرار و الأمان و الازدهار، و تلعب الأسرة الدّور الأكبر في التّوعية، ثمّ تأتي المدرسة مكمّلا لها من خلال الإرشاد و التّعليم و زيادة الوعي، كما يلعب الإعلام دورا أساسيّا و مهمّا و تنويريّا في الإضاءة على مخاطر و سلبيّات هذه السّلوكيّات الخطيرة، ودور المنظّمات و الجمعيّات في حملات التّوعية في سبيل الحفاظ على وحدة المجتمع و فضائله. كما تجدر الإشارة إلى تجديد الخطاب الدّيني بما يتلاءم مع روح الشّباب العلميّة و الثّقافيّة و المجتمع كلّه، تجنّبا للعنف و التعصّب الّذي نراه اليوم.

انتشار الآفات الاجتماعيّة في أيّ مجتمع تجعله بيئة خصبة لانتشار الجرائم و العنف و الكراهيّة. فالشّعر إضافة إلى ما ذكرت، كلّ شخص و مسؤول عاقل و سويّ من موقعه حريص على مكافحتها قدر الإمكان. الشّعر يريد عيونًا تقرأ، ومن يسمع صدى الحرف ممّن بيدهم الحلّ و العقد لتغيير واقعٍ نريده أفضل..بتظافر كلّ الجهود و رغبة حقيقيّة لمحاربتها و لمَ لا القضاء عليها كليّا، إن ناقشنا و شخّصنا كلّ آفة و ظاهرة على حدةٍ و خرجنا بفكرة إصلاح و حماية.

7-من هم أهمّ الكتّاب الّذين تحبّين القراءة لهم ؟

*ليس هناك شخص و كاتب بعينه، أو شاعر معيّن؛ كثيرون هم من أُعجبتُ بكتاباتهم، و كثيرة هي النّصوص و القصائد الّتي أبهرتني و تمنّيت دوما أن أصل إلى المستوى الرّفيع في كتاباتهم، و قد تعجبني كتابة، أو نصوص أو رواية لهذا الكاتب و أخرى لكاتب آخر، و قصيدة لهذا الشّاعر و أخرى لشاعر آخر.. بالأخير تأثّرت و أتأثّر بكلّ نصّ متين و قصيدة جميلة، يمكن أن تقدّم إضافة.

قرأت لشعراء و كتّاب الأدب الجاهلي..لأبي الطيّب المتنبّي،أبو فراس الحمداني، أبو حيّان التّوحيدي، أبو العلاء المعرّي، الجاحظ، أبو العتاهية، إخوان الصّفاء..أبو القاسم الشّابي، محمود درويش، نزار قباني، سعدي يوسف، محمود المسعدي، طه حسين، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، عليّ الجارم، جورجي زيدان، واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي، إيليف شفق، محمود سامي البارودي، وداد سكاكيني، ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران، عزّ الدّين المدني، إحسان عبد القدّوس، فدوى طوقان، ألبير كامي، إرنست إيمانقواي، غابريال غارسيا ماركيز، ماتياس إينارد، هرمان هيسّه، فلادمير نابوكوف، قوته، و آخرون..و آخرون..

8-برأيك، هل المسابقات و المؤتمرات الدّوليّة تساهم في إثراء الأدب العربي و تساعد على اكتشاف المواهب ؟

*لو أخذنا مُنطلقًا سوق عكاظ قديما و دوره في انتشار الشّعر و ملتقى كبار الشّعراء و بروز المعلّقات، فالمسابقات و الملتقيات و المؤتمرات الدّوليّة هي فرصة للتّنافس و مساعدة المبدعين و الكتّاب على تقديم إبداعاتهم و تطوير أدواتهم لِما يخدم الأدب و يساهم في إثراء المكتبة العربيّة. و الجائزة تأتي تعبيرا و تقديرا لأهميّة ما قدّمه الأديب، و إضافة للحياة الثّقافيّة، و دوره الأصيل في بناء مجتمع قادر على صَوْنِ تاريخ و ذاكرة المكان و الإنسان، هو شخص يهتمّ بتفاصيل المجتمع و قضاياه، فهو حريص أشدّ الحرص على التّماسك الاجتماعي، و التّربية السويّة و العدل و المساواة و حريّة التّعبير، وهو المُتحيِّزُ للمظلومين، أفرادا و جماعات. الفوز يشكّل دُفعة معنويّة قويّة، و فسحة تنفّس، و ثقة و أمل..

حتما المؤتمرات تساعد على اكتشاف المواهب، و أفضل مثال ملموس أسوقه هنا هو كون أوّل ظهورٍ لي على الملإ في” مهرجان المغاور للشّعر العربي “،الّذي ضمّ شعراء من كلّ الدّول العربيّة تقريبا و لهم اسمهم و مكانتهم، و كنت أتلمّس طريقي بينهم أَحْبُو على أطراف الحرف..و الفضل هنا للصّديق و جار الطّفولة مراد ريدان الّذي قدّمني لهيئة المهرجان، لأكون الشُّجيْرةَ الغضّةَ الّتي تنظر سامقات النّخيل..

9-بم تحلمين لمستقبل الأدب العربي ؟

*أحلم بأن :

-تُرفعَ عنه كلّ الضّغوطات و يخوض في كلّ المواضيع دون كبت و هرسلة و قيود و ممنوعات.

-أن يلقى استهلاكا و إقبالا عليه يليق بالمجهود المبذول، فالكتابة ليست بالأمر الهيّن و لا السّهل، فمجتمعاتنا – مع الأسف – صارت استهلاكيّة لِمَا يُعرض على واجهات محلّات الملابس و الأحذية و الأطعمة و المجوهرات و السيّارات..تُقبل على غذاء العيون و البطون وتُهمل غذاء العقول !؟

-أن ينتشر الأدب العربي خارج إطاره الجغرافي و يُعانق ساحة الأدب العالمي، و لا يتمّ هذا إلّا إذا ما أحسن الأديب العربيّ تعامله مع مكوّناته الثّقافيّة بإشباع الأدب بحياة تستمدّ روحها من روحنا، بتعبيره عن الإشكالات السّياسيّة و الاجتماعيّة و النّفسيّة، و أهميّة مُنتجه في القدرة على تغيير المفاهيم، و ما يدفع بالتّالي لتغيير الواقع. هذه الطّبيعة الحالمة في الإبداع من شأنها خلقُ الرّؤى الّتي تدفع إلى التّغييرنحو الأفضل.

-أحلم بأدب عربيّ يقدّم تربية ثقافيّة جديدة للتّعامل مع الواقع المستقبلي تنشئةً لِجيلٍ يتعاطى مع الثّقافة و العلم و له فلسفة واضحة للتلقّي المعرفي، فلسفة تُعين على ربط الإبداع بحركة الواقع و بالمثاليّات، فلسفة تُجيب عن أسئلة التلقّي و الإبداع، و حكمةٌ في التّعامل مع الأشياء و الأحداث و الحياة، و لا يتعامل مع قشور الأشياء، بل يتّجه إلى عمقها.هكذا سيكون مستقبل الأدب العربي أفضل، حين يعرف المتلقّي أنّه عنصر مهمّ في عمليّة التّثاقُف، وحين يكون قادرا على تحويل الخلاصة المعرفيّة إلى أثرٍ في الحياة، فإنّه يحصل على آليّات فكريّة يعرف عبرها كيفيّة التّعاطي مع المستجدّات.

-أحلم بأدب عربيّ للخاصّة و العامّة، فالعامّة هم السّوادُ الأعظم ، و هم مقياس رقيّ الأمم و انحطاطها، و مع الأسف و مع ما نراه اليوم، فنحن إلى الانحطاط ماضون لو يتواصل الحالُ كما الحال.

قد يعجبك ايضا
تعليقات