القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أحبك لو…. كيف تدمر مستقبل طفلك بكلمة واحدة؟!

142

 

كتبت/ سالي جابر
أخصائية نفسية

كثيرًا ما نسمع عن جمل ربما كانت تُقال لنا أو نحن نسمعها، أو نستخدمها مع أطفالنا دون أن نعي تأثيرها على أطفالنا في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو الشباب… جُمل قد تعتقد الأم أن لها جاذبية وسحر في التربية، ولديها القدرة على حل مشاكلها مع أطفالها وتلك الجُمل المثيرة للجدال من قِبل الأمهات مثل: (ذاكر دروسك علشان أحبك، كُل غداك علشان أحبك، أنا هحبك لما تخلص واجبك بسرعة، سلم على طنط علشان تحبك، روح لعمو وقوله إنك بتحبه علشان يرضى عليك…) وغيرها كثيرًا من العبارات التي لا تُعلم الطفل إلا أن يُرضي الجميع على حساب ذاته، فنجد الطفل يطيع زملاؤه في المدرسة، ينفذ أوامر أبناء أسرته، وهو في نفس عمرهم الزمني والعقلي، لكنه تربى على ذلك… كي ينول الحب لابد أن يرضي الآخرين على حساب ذاته .

في فترة الطفولة:
يعتاد الطفل على الطاعة للجميع، كبار وصغار دون تفكير، قد يعود من المدرسة وهو حزين لأن زميله لن يتحدث معه وهو لا يعلم لماذا، وفي اليوم التالي قد يكون سعيدًا لأن نفس الصديق رضى عنه عندما أعطاه من طعامه أو من مصروفه مثلًا…
يتشاجر الطفل مع ابن عمه لانه يريد لعبته، ويعطاها إياه حتى ينال رضى عنه وجدته… دون أن نسأل الطفل هل هذا يرضيك؟! هل لديك القدرة لمنحه لعبتك، لكن الطفل يعطيه اللعبة وهو حزين لكن لا سبيل لشعوره بالأمان مع من حوله إلا أن يتنازل عن حقه، وجزء من راحته … وهكذا تربى ويدخل في المرحلة اللاحقة لتتكرر نفس المشكلة.

في مرحلة الشباب والارتباط:
قصة الحب والخوف التي تتكرر كثيرًا، ومشاكل لا تنتهي من نفس النوعية لدى كل الفتيات فتقول:” خطيبي لا يحبني فإنه لا يحاول الاطمئنان عليَّ طيلة النهار، يتصل بي مرة واحدة خلال اليوم وغالبًا ليلًا للاطمئنان بكلمة، لا يشاركني اهتماماتي، لا يعرف كيف يتعامل معي، وبينما أنا أتململ من تلك العلاقة أجده يتمنى أن أرضى عنه……ذاك النوع من الرجال ما يسمى من النمط القَلِق في أنماط الارتباط، دائمًا قلق بشأن كل شيء، وهو من تربى على الحب المشروط، تعود أن يجد الحب بشروط، وتلك الأنثى التي تتصل بخطيبها في الساعة أكثر من مرة وعندما لا يرد مهاتفتها تقلق وتسأل نفسها، هل تركني، هل غضب مني… وعندما يتصل بها تجده كان في محاضرة، عمل، أو نائم.

وعند الزواج:
هو زوج لا يريد البقاء في المنزل، بل هو دائمًا مع أصدقائه في الخارج، قد ترى زوجته أنه لا يحبها لكن هذا غير صحيح، هو فقط شخص قلوق لا يواجه المسؤوليات، دائم التهرب منها، يخلق أعذارًا للابتعاد، بينما هو يحب ويقلق بشأن من يحب.

أتدرين أيتها الأم المطحونة في عملها داخل المنزل وخارجه، أن تلك الكلمة البسيطة هى كارثة على مدار الأعوام، تخلق شخصًا لا يتحمل المسؤولية، شخص قَلِق بشأن كل شيء، في حياته الكثير والكثير من المشكلات التي تؤثر سلبًا على حياته؟!
الحب الحقيقي الصادق دون شروط هو من يعدل كفة الميزان دائمًا في كل شيء، في كل جوانب الحياة.
وبدلًا من كلمات لا طائل منها نقول له: أنا أحبك دائمًا لكنك تحصل على ما تريد عندما تتعلم جيدًا، ولهذا عليك المذاكرة وكتابة الواجبات… والحب الذي يأتي بشرط هو حب لا يستمر. الحب الحقيقي يخلق الثقة بالنفس لدى الشخص، وعلى الشخص التفريق بين الحب والاحتياج.
قد نحتاج ولا نحب .

قد يعجبك ايضا
تعليقات