بقلم/إيمان عبد الرحيم
يلام الذين يرون الجمال لعنة، لكنني في كل عام ألعن الجمال الحلو الذي يجذب الكواسر، والحشرات ككلاب تلغ في طهره وتدمر حسنه.
في عام ألفظ أنفاسي وأغادر موقعا ظننته خالدا للطيبين، في كل عام أُعلن أن الله جميل، وقبيحكم -لديكم- جميل.
في كل عام أُدفع من شاهق؛ لتتغير معالمي وأعود شوهاء عثيرة.
في كل عام أقابل فقيرة أسيرة، تكسرني بحزنها كمن يقتل غيلة.
وفي كل يوم..
ألعن من لا يرون الجمال
في كل يوم..
أخنق نظرات المقت
وأشنق كلمات النقد
في كل يوم أجحد بعلم
لا يُعلي الجمال
لاينفع ولايرفع؛
علم ما عطر طفلا بتصفيق،
ولا أوقد ذهنا بتشجيع وتدقيق.
في كل يوم..
أحاكم المغتالين للطف وأسجنهم.
في كل يوم..
أبحث عن خيِّر يبصر جمالا فيقبل عليه وألعن من يتعامى عنه كشيطان يرتد عنه، وإن اقترب فالهدف تشويهه.
في كل يوم..
أسجد لرب خلق الجمال وأبدعه.
وفي كل لحظة..
يرف رمشي للجمال، ويخفق قلبي بجمال في اتساق واتزان، وتشقهق رئتي مفترة الثغرلنسيم اللطف والرحمة.
في كل لحظة، يصغي سمعي لنغمة وزقزقة، لتراتيلٍ وضحكات صغار.
في كل لحظة، تعلق في نفسي رائحة زهر، وهمسة عطر.
في كل لحظة، يُنقش على صفحة لساني طعم ذقته من يد أمي أو فاكهة من كفي أبي.
في كل لحظة أترنم بحروف لسماوات علوية.
فبحق من برأ الجمال وصوره..
في كل بسمة وضحكة عذبة؛ أَسعد قلبا كصوت نبي واسى مكلوما. وبكل لمسة ونبضة؛ أنثر زهور جمال:
أنت جميل لا تغمض عينيك.