القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إرث حرب أكتوبر 1973 في إسرائيل

210

 

د. إيمان بشير ابوكبدة 

 

في 6 أكتوبر 1973، يوم كيبور حسب التقويم اليهودي، 

شنت قوات الجيش المصري والسوري هجوما مفاجئا و منسقا على القوات الإسرائيلية على طول قناة السويس ومرتفعات الجولان وسيناء.

 

.كانت الهجمات رد فعل مباشر على انتصار إسرائيل الدراماتيكي في يونيو 1967، عندما نفذ الجيش الإسرائيلي في غضون ستة أيام حملة عسكرية استباقية أسفرت عن الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء من مصر، ومرتفعات الجولان من سوريا، و الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن. كانت حرب 1973 محاولة لعكس هذا الإذلال واستعادة الأراضي المفقودة، ولن تأتي لحظة ترمز إلى استعادة الشرف القومي العربي بعد عام 1967 أكثر من عبور الجيش المصري الجريء والبارع لقناة السويس.

 

منذ الساعات الأربع والعشرين الأولى، طغى الجيش المصري على المواقع الإسرائيلية قليلة العدد واحتل قطاعا من الأرض يبلغ عرضه 15 كيلومترا (حوالي 9 أميال) على الضفة الشرقية للقناة. فشلت محاولة هجوم مضاد إسرائيلي في 8 أكتوبر، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي. 

 

شعر الإسرائيليون بالهزيمة أمام النصر المصري في 6 أكتوبر 1973. لم تكن مجرد هزيمة في المعركة بل هزيمة في مواجهة أكبر تهديد لوجودها خلال 25 عاما من قيامها.

 

ما الخطأ الذي حدث بين عامي 1967 و 1973؟ 

تكمن الإجابة في افتراضين خاطئين. اعتقد القادة الإسرائيليون أن الحرب القادمة ستبدو كما كانت في السابق. لكن الخطأ الأكبر كان تبني مفهوم روج له وزير الدفاع آنذاك موشيه ديان، وهو أن مصر لن تهاجم ما لم تكن مطابقة لإسرائيل في القوة الجوية.

 

الهجوم المصري المفاجئ عام 1973 حطم هذا المفهوم. كان الافتراض الإسرائيلي الأساسي هو أن مصر تواجه خيارا ثنائيا: حرب شاملة أو هدنة. كما حدث، اختار الرئيس المصري أنور السادات خيارا ثالثا، حرب تحرير سيناء بأكملها.

بحلول 7 أكتوبر، ألقت مصر أكثر من 100000 جندي و 1000 دبابة عبر القناة. بغض النظر عما حدث بعد ذلك، فإن عبور السويس الملحمي أعاد الكرامة العربية، وكما كتب السادات لاحقا ، “فجر إلى الأبد أسطورة إسرائيل التي لا تقهر”.

الإنكسار الإسرائيلي 

شعر الشعب الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر بأن هناك شيء ما انكسر فيهم. صحيح دولتهم أنقذت لكن إيمانهم ضاع، و ثقتهم تحطمت وقلوبهم تمزقت من الخوف والحزن.

الآثار النفسية لحرب أكتوبر على الإسرائيليين 

بعد عام من حرب أكتوبر نشر فيكتور صنوح، عالم نفس يهودي أمريكي دراسة حول الآثار النفسية للحرب، جاء فيها: 

إن ما بين 5 إلى 10٪ من الإسرائيليين أصيبوا بصدمة نفسية بعد حرب أكتوبر، وهي نسبة عالية مقارنة بأعداد قليلة في الحروب السابقة. وأشار إلى أن ذلك قد يكون نتيجة الحرب المفاجئة التي شنها العرب في أقدس أعياد اليهود.

وأشار صنوح إلى أنه بعد الحرب، شهد المجتمع الإسرائيلي توجهاً جديدا للعودة إلى خدمات الوسطاء النفسيين للتواصل مع الجنود المفقودين أو القتلى. وقال إن هذا الاتجاه وصل حتى إلى الشباب المثقف.

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات