بقلم دكتورة سلوى سليمان
هل سبق لك أن وجدت نفسك تنساق وراء أفكارك دون أن تقرر استمرار السير أو التوقف، رغم ما ينجم عن ذلك من شعورك أحيانا بالحزن والتوتر والانزعاح؟ فقد تجيب بالإيجاب لأن ذلك هو الطبيعي؛ حيث أننا بالفطرة السوية نحاول الوصول إلى مخططات وأنماط تفكير وافتراضات حول كيفية عمل الأشياء وكيفية حدوثها، مما يجعلنا ذلك نتعامل مع المشكلات والأحداث الجديدة بمنظور الخبرة وليس كونها أول مرة تحدث ولكن قد تكون هذه النظرة غير دقيقة حيث أننا قد لا نتوصل إلى أفضل الطرق وأكثرها فعالية لحل تلك المشكلات ولكن يمكن حفظ هذه الطرق في اللاوعي لدينا.
ولن يضيع كل الرجاء؛ فهناك عملية فعالة مدعومة بالأدلة تتم داخل عقلك لإعادة صياغة وإعادة هيكلة طرق التفكير الخاطئة التي تساعدك على تصحيح المعتقدات غير الدقيقة، بالمحاولات الدؤوب
ومن هنا فإن إعادة الهيكلة المعرفية أو إعادة الصياغة المعرفية هي عملية تحدث في العقل الواعي تساعدك على اكتشاف أفكارك السلبية غير العقلانية وتعديلها أو استبدالها بأخرى إيجابية، فعلى الرغم من أنه قد يبدو من الصعب للغاية تغيير طرق تفكيرك إلا أنها في الواقع قابلة للمقارنة ، فقد تكون في بادئ الأمر صعبه بل ومستحيلة لكن مع الممارسة ستجد انه من الاسهل تحدي أفكارك ومعتقداتك السلبية.
وكن على قناعة تامة أن الطريقة التي تفكر بها تؤثر على الطريقة التي تشعر بها، إلا أننا بكل اسف لدينا تشوهات معرفة إثر استخدام طرق تفكير خاطئة أو متحيزة، تعد معتقدات خاطئة وأنماط تفكير غير عقلانية تتسبب في تقليل الإحساس بالذات والثقة بالنفس وبالتالي القدرة على النجاح.
وبالرغم من أن التشوهات المعرفية هي أنماط تفكير عنيدة إلا أن هناك طرق لمكافحتها، فقط أبدأ بنفسك في تحديد الخاطئ منها واستبدالها بطرق تفكير أكثر دقة وذات فائدة وأيضا ايجابية.
وفي الأخير…. نحن بحاجة إلى زيادة الوعي بأفكارنا السلبية الناتجة عن تفكير سلبي، وقد يستغرق الأمر وقتا للوعي الكلى؛ إلا أن النتيجة ستكون مذهلة فقط فكر في كل السلوكيات التي ينجم عنها المشاعر السلبية كالاكتئاب والقلق والتوتر أيضا الغضب والسلوكيات التي ترغب في تغييرها، ثم ابذل قصارى جهدك لتغيير طريقة تفكيرك هذه، على أن يكون لديك قائمة بما يحفزك من أجل إعادة هيكلة أفكارك، وكلما كنت صريح مع نفسك ومدرك لردود أفعال الآخرين حولك تجاه تصرفاتك أو سلوكياتك، كان التغيير، فأنت وحدك القادر على إعادة برمجة عقلك كي تبدأ بالشعور بذاتك والشعور بالاخرين…
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية