القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إيران تحترق

1٬115

 

تقرير إعداد _نهال يونس

تحترق إيران في العشر أيام الماضية بعد مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني في العاصمة الإيرانية طهران ،عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب عدم ارتداءها الحجاب بالطريقة السليمة وتعرضها للضرب والتعذيب وفقا لما نقلته بعض المصادر الصحفية .

لابد أن نعلم أولا تداعيات الأمر قبل التطرق لظروف الواقعة هناك قواعد تتعلق بالملابس للنساء بإيران تتبع كمبادئ توجيهية عامة وتعتمد تفاصيلها عادة على تغطية الشعر وارتداء ملابس فضفاضة تغطي منطقة الصدر ،ولكن طرأت تغييرات كبيرة في طبيعة الملابس في المجتمع الإيراني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وظهر عدم إلتزام البعض ،وهو ما دفع شرطة الأخلاق الإيرانية إلى القيام بحملات متقطعة ،ومتفرقة لتنبيه النساء لفظيا بخصوص ملابسهم ووصل الأمر في بعض الحالات للاعتقال.

أثارت واقعة مقتل مهسا الشعب الإيراني وسرعان ما أصبحت مهسا أشهر ضحايا العنف ضد المرأة في إيران ،وخلف مقتل الفتاة غضبا كبيرا تحول لسلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات التي بدأت في سقز مسقط رأسها ،وامتدت لعشرات المدن بما فيهم العاصمة ،وردا على هذه الاحتجاجات قام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتعزية عائلتها وكما طالب وزير الداخلية أحمد وحيدي بالتحقيق في الحادث باهتمام عاجل.


لم يتوقف الأمر إلى هنا ،بل حظيت قضيتها بصدى على مستوى العالم بدءا من المفوضية السامية للأمم المتحدة إلى منظمات التي تركز على قضايا العنف ضد المرأة ،ومنظمات حقوق الإنسان.
تصاعدت المظاهرات مطالبة بإسقاط النظام والتوقف عن اضطهاد الايرانيات والمطالبة بمحاسبة المسؤولين.


شهدت بعض المظاهرات حرقا لعدد من سيارات الشرطة ومقرات الشرطة،سيطرت الحكومة على الموقف باستخدام خراطيش المياه والرصاص المعدني وصولا لاستعمال الرصاص الحي وسقوط عشرات القتلى ،وصولا لتقيد التعامل على شبكات الإنترنت بالكامل في عدد من المدن و ذلك للحد من قدرة المتظاهرين على التنظيم .

تختلف الاحتجاجات الآن في إيران عن الاحتجاجات السابقة وإنها تأتي في وقت محوري بالنسبة للنظام بالاستجابة من السكان للمشاركة كانت سريعة وواسعة النطاق وكانت مشاركة النساء فيها كبيرة حيث قام العديد منهم بقص شعرهن وخلع الحجاب الإلزامي وفي بعض الحالات حرق الحجاب .
ومن أول يوم دعا الحرس الثوري الإيراني السلطات للتعامل بحسم مع الاحتجاجات المستمرة، وتباعا لتقيد شبكة الإنترنت في إيران أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية توجيهات تخفف قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة بشدة

ومن هنا تحترق إيران وفقا للأوضاع الحالية من مظاهرات فهذه الاحتجاجات تختلف عن السابقة كما تحدثنا ،تتسم هذه المظاهرات بالكثير من الشجاعة ،وتبين لنا أن المرأة تقود الطريق ،وأن الإيرانين البارزين في جميع أنحاء البلاد علانية فلقد تجاوزت الانقسامات العرقية ،فهذه الواقعة أثارت غضب إيران المتراكم لعقود من منع الإصلاحات، وزيادة الحد من الحريات، واستمرار الفساد والقمع، وسوء الإدارة.
ولكن بتفاقم الوضع في إيران كالعادة تتدخل أمريكا في شئون الغير ،مدعية استنكارها لما يحدث بإيران، ولكن إيران تستنكر تدخل أمريكا وتوصي السلطات الأمريكية أن يهتموا بشئوونهم الخاصة ومشاكلهم الداخلية بدلا من التدخل في شئوون الدول الأخرى ..

 

…..ويبقي هنا السؤال بعد تفاقم الوضع وزيادة المظاهرات يوما بعد يوم وزيادة الغضب في الشارع الإيراني “هل تصبح مهسا أميني بوعزيزي إيران “؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات