القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

محمد النفس الزكية. مناقبه، حياته، ثورته، وكيف قُتل ١

160

كتب/ حمادة توفيق.
هو سليلُ بيتِ النبوة، اسمه بالكامل: محمد بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان صوّامًا قوامًا، شديدَ القوة، شديد السمرة، ضخمًا، في لسانه تمتمة، بين كتفيه خال أسود كالبيضة، كان أفضل أهل بيته وكانوا يسمونه المهديَّ، وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه (النفس الزكية)، وكان يرى رأي الاعتزال، وكان هو وأخوه إبراهيم يلزمان البادية ويحبان الخلوة، ولا يأتيان الخلفاء ولا الولاة.
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة:
و”النفس الزكية”: لقب محمد بن عبد الله بن حسن الهاشمي، وقد قيل: إن أهل بيته سموه بالمهديِّ، فلا يبعد أن يكون هذا الأثر من وضع بعض أتباعه وأنصاره في قيد حياته إنذارًا لأعدائه، أو بُعيد وفاته، وقد قتله أبو جعفر المنصور، لما خرج عليه بالمدينة، فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله، وعامل الظالمين بما يستحقون.
وكان رحمه الله – كما قال ابن حجر في التهذيب – راويةً للحديثِ، فلقد روى عن أبيه، وأبي الزناد، ونافع مولى ابن عمر، وزاد ابن كثير في البداية: عن الأعرج، عن أبي هريرة، في كيفية الهويِّ إلى السجود، وقال: وحدث عنه جماعة.
وكان السبب في مقتل (النفس الزكية) خروجه على بني العباس، والذي قتله أبو جعفر المنصور، فلقد اختفى محمد وأخوه إبراهيم لما بويع لبني العباس مدة خلافة أبي العباس السفاح، فلما صارت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور خاف محمد النفس الزكية وأخوه إبراهيم منه خوفًا شديدًا، وذلك لأنه توهم منهما أن يخرجا عليه، والذي خاف منه وقع فيه، ولما خافا منه هربا، فصارا إلى اليمن، ثم سارا إلى الهند، ثم تحولا إلى المدينة فاختفيا بها، ثم خرجا عليه من سويقة المدينة (سويقة الثائرة).
فلما خرجا جدَّ المنصور في طلبهما، فخرج أخوه إبراهيم إلى البصرة وقُتِل، أما محمد النفس الزكية فخرج بالمدينة، فما كان من أبي جعفر المنصور إلا أن كتب إليه وراسله، وحاوره محمد النفس الزكية ولم يتوصلا إلى حل سلميّ.
فندب لحربه المنصورُ ابنَ عمِّه عيسى بن موسى بن محمد العباسي، فأقبل عيسى حتى أناخ على المدينة، وكتب إلى كبراء أهلها يستميلهم ويمنيهم، فتفرق عن النفس الزكية الكثير وبقى معه القليل، وكان الإمامان أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس من أنصاره.
فخرج محمد النفس الزكية ومن معه فقاتلوا قتالًا شديدًا، حتى قُتِل عند (أحجار الزيت)، موضع قرب المدينة، على يد جيش أبي جعفر المنصور، واحتزوا رأسه، وكان مقتله يوم الإثنين بعد العصر، لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 145هـ، ودفن بالبقيع.
واختلف في عمره عند مقتله فقال جماعة ثلاث وخمسون، وقال آخرون خمس وأربعون، والصحيح أنه قتل وعمره خمس وأربعون سنة.
وكان من أعقابه:
– عبد الله الأشتر الكابلي وحده، وقتل بكابل وحمل رأسه إلى المنصور، وأعقب عبد الله ولدًا اسمه محمد وُلد بكابل.
– القاسم بن النفس الزكية وعقبه منتشر بينبع، هاجر جزء منهم إلى بلاد المغرب، وتنتمى إليه سلالة العلويين الفيلاليين الحاكمة.
– عليٌّ، وكانت أمه هو وعبد الله الأشتر (المذكور أعلاه)، هي أم سلمة بنت محمد بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
الطاهر، أمه: فاختة بنت فليح بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام.
– الحسن، أمه أم ولد.
– فاطمة وزينب، وأمهما أم سلمة بنت محمد بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
وقيل إبراهيم، أمه أم ولد.
– وقيل أيضًا أحمد.
وكان من إخوته:
– إبراهيم المعروف بـ (قتيل باخمرى).
– إدريس، وأمه: عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث المخزومي القرشي.
– موسى (ويلقب بالجون).
– سليمان (وأمه: عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث المخزومي) القرشي.
– يحيى المعروف بـ (صاحب الديلم).
– عبد الله الأشتر وبه يكنى، أعقب ولدًا يدعى محمد.
– علي.
– الحسن وقال بعضهم الحسين.
– الطاهر.
– إبراهيم.
– أحمد قيل له عقب.
– يحيى.
– موسى.
– محمد: ذكراه اليماني الموسوي في النفحة، والفتوني في التهذيب.
أما البنات فهن:
– فاطمة.
– زينب.
وزاد العمري:
– أم كلثوم.
– أم سلمة.
– أم علي.
قال العمري: وكنت قد وقفت على مقبرة قديمة عند جبل طرف حزرة، وهي قرية من قرى المدينة قرب سويقة الثائرة، بها قبور كثيرة، منها قبران عليهما شاهدان، مكتوب على أحدهما: محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والآخر ابن للأول إلا أني لم أستطع قراءة اسمه، فظهر لي أن هناك ابنًا لمحمد النفس الزكية اسمه محمد لم تذكره كتب النسب، ثم رأيت النسابتين اليماني الموسوي، والفتوني العاملي ذكراه، فصح عندي، والله العالم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات