القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تاريخ التصوير الفوتوغرافي

155

 عبدالله القطاري

بدأت فكرة آلة التصوير الفوتوغرافي منذ آلاف السنين ويقال أن قدماء المصرين أثناء جلوسهم في خيامهم المظلمة هرباً من حرارة الشمس لاحظوا صورة الأشخاص الذين يمرون بجوار خيامهم بعد أن تسقط على أحد جدران الخيمة المجاورة بعد مرورها بثقب صغير وجد في الجهة المقابلة بالمصادفة وقد لاحظ أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد هذه الظاهرة عندما يسمح بدخول حزمة من الضوء من ثقب صغير إلى غرفة مظلمة ويوضع ورقة أو جسم مسطح أبيض على بعد عشرين سنتيمتراً تقريباً من الثقب فالمنظر الخارجي يترسم على تلك الورقة بشكل مقلوب وغير واضح لكن يمكن معرفة معالمه
إلا أن هذا لم يشد الانتباه إلى هذه الظاهرة إلا بعد أن كتب عنها العالم المسلم(الحسن بن الهيثم) والذي نسف وصحح نظرية بطليموس التي كانت تقوم على أن الاشعة تبعث من عين الرائي وقد أثبت أبن الهيثم في كتابه(المناظر) أن الرؤية تتم بواسطة الاشعة التي تنعكس على الجسم المرئي بإتجاه المبصر وفي سبيل ذلك صمم ما يعرف في العصور المتأخرة بالحجرة أو الغرفة المظلمة وأشار إلى أن الثقب في الغرفة المظلمة عندما يكون ضيقاً فإن أشعة الضوء الاتية من الخارج إلى داخل الحجرة عبر الثقب تشكل مخروطين متقابلين رأسهما في الثقب ويكون مصدر الضوء قاعدة الاول وجدار الغرفة قاعدة الثاني
كما أشار العالم المسلم الحسن بن الهيثم إلى العلاقة بين سعة الثقب وضيقه وبين ظهور الصورة ووضوحها وأبن الهيثم بهذا يكون قد مهد طريقاً واسعاً لظهور آلة التصوير وفي العصور المتأخرة وبداية من الانجليزي روجر باكون في القرن الثالث عشر الميلادي الذي تأثر كثيراً بدراسات أبن الهيثم تم الاهتمام بالغرفة المظلمة وفي القرن السادس عشر الميلادي قام بالاستفادة من هذه الظاهرة الفنا الايطالي الشهير(ليوناردو دافنشي) وطور فكرة الغرفة المظلمة إلى خزانة ذات ثقب أستخدمها في أعماله الفنية من رسوم ولوحات
ثم قام عدد من الفنانين بعد ذلك بإدخال تحسينات على الغرفة المظلمة لزيادة وضوح الصورة فثم استخدام العدسات وتصغير وتكبير الحدقة وشاع بعد ذلك الرسم بالضوء المنعكس فمن طريق الغرفة المظلمة يتم عكس الصورة ويقوم الرسام بتحديد الرسم بخط اليد
كما قام البعض بعمل غرف مظلمة متنقلة ثم تطورت الغرفة المظلمة إلى ما يعرف اليوم بالكاميرا الحالية
كما أن مساهمة علماء الضوء السائرين على طريق أبن الهيثم مثل أسحاق نيوتن في دراسته للضوء الابيض واكتشاف ألوان الطيف أو تلك الاشباح الجميلة التي ظهرت له عندما عرض الضوء إلى منشور في غرفته وظهرت الألوان التي أسماها بالأطياف الضوئية ساهمت بشكل كبير في تطور التصوير الفوتوغرافي ودفعته أشواطاً إلى الامام
ولا تقل عنها أهمية مساهمات علماء الكيمياء الذين ساعدوا على تحميض وتظهير الصور وثباتها وإظهار الصور بالألوان الطبيعية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات