القاهرية
العالم بين يديك

فلنقرأ

444

بقلم / أميرة محمد

لنتعانق يوميا مع أغلفة الكتب فلا دفء مثل دفء المشاعر المنبعثة من أعماق كل حرف، ولا أنس مثل أنس أصوات أبطال كل الحكايا، ولا سند مثل فكرة تترسخ داخلك من معان أصبحت تعي به معنى الحياة، ولا قائد مثل راو عليم تراه يقول كل ما تشعر به فتجد نفسك تمر بين الحروف كما طاووس جميل اللون والمنظر ممتلئاً زهوا وتفاخرا بكل ما تتمع به من ألوان الشعر والأدب والفنون والثقافة بصفة عامة، وأيضا كما عالما متواضعاً يعلم قدر العلم والفكر وقيمة العلماء وأنه مهما نهل من علم فهو مازال يظمأ له متعطشا لإدراكه ولن يدركه .
فلنقرأ كلمة واحدة تحمل في طياتها عالم كبير من الخبايا والحكايا ، عالم من الأسرار لا يدخله إلا صاحب النصيب الأعظم من الحظ الوافر والأمل الكامن في مكنون كل حرف ، فلنقرأ لنتماهى مع لسان حال القصيد ومتن النص فنخرج من حيز اللاوعي المطلق إلى الوعي الكامل ببواطن الأمور والمعرفة الجلية للأهداف السامية وغير السامية فتقف على ما يجب ومالا يجب .
فلنقرأ لتتوغل كل المشاعرالإنسانية داخلك تتعمق فيك، تناديك كما النداهة بعيونها الآمنة والمخيفة فتفرق بين ما تحمل نفسك وما اكتسبته وعلمته فدرجتك هنا ستختلف بعد كل قراءة ومشاعرك ستتغير كما قمر في أطواره فيوم تجده منيرا ضاحكا ويوم تراه عابسا مختبئا خلف ما تعرض له في دورته المدارية والاستكشافية .
فلنقرأ لنصبح زهور لكل الفصول , تتفتح قلوبنا وتنشرح مع هذه القراءة ونذبل وتهدأ أرواحنا حتى يخرج البطل من حالته المزاجية والنفسية السيئة ونقفز كما فراشة في نسيم الصيف العليل فراشة لا يحرقها ضوء أو نار ، فراشة مرحة ضحوك تداعب كل الزهور ، لتصير زهرة تنتظر المطر بقطرات صباحه ودفء شعاع شمسه المنبعث من دفء الحروف .

فلنقرأ فلنقرأ فلنقرأ رسالة أحملها كما يمامة تحط بكل شجرة وشجيرة بل بكل كلمة وحرف.

قد يعجبك ايضا
تعليقات