القاهرية
العالم بين يديك

سعيدة مسعود أبو السعد

200

بقلم / مايسة إمام
ذات يوم في باكر الصباح بعدما كاكا الديك وصاح ، استيقظت علي صوت ضجيج وجلبة وكأنما هي للمصارعة حلبة ، أصوات أبواق للسيارات وجمع من الناس وهتافات
فنهضت مثاقلة نحو النافذة أستكشف الأمر وانا متنرفزة
ويااااالغرابة ما قد رأيت

سيارات فخمة مفومة سوداء ، لا تعرف من البشر إلا الساسة والأثرياء ، لا تعرف طريق أمثالنا من العامة والدهماء
أحاطت بالبيت ونزل منها رجال أشداء من ذوات الحلل والنظارات السوداء وسمعت طرقا سريعا بالباب فاندفعت مفزوعة وقلت استر ياستار مما هو قادم على ريق النهار

وفتحت الباب لأجد أمامي رجلا مفتول العضلات يبتسم باحتشام ويقول باحترام : أستاذة سعيدة مسعود أبو السعد تم اختيارك سيادتكم اليوم ضمن التشكيل الوزاري الجديد لتولي منصب وزير السعادة مبارك علي الشعب وجود جنابك
والآن فتتفضلي معنا لحلف اليمين ثم الاتجاه للوزارة للتعرف على الموظفات والموظفين

بحلقت في بلاهة وكأنما النداهة خطفتني فجأة ووجدتني أقول : كيف ذلك ولماذا ؟. …أنا بالذات يا هذا ؟
ومن الذي ولاني وبالمسئولية ابتلاني ؟ ومنذ متى كانت للسعادة وزارة ؟ والناس تبحث عنها في الكومبوند والحارة ؟
أجاب الرجل : صدرت لنا الأوامر بتجهيز الركاب ومصاحبة جنابك من الباب للباب

ارتديت ملابسي والقلق يساورني ونزلت بصحبتهم والفضول يأسرني فإذا بالجيران وجيران الجيران جاءوا للتهنئة وأخذي بالأحضان والنسوة تمصمصن شفاههن وتتضاحكن قائلة : والله واتفتح لك باب السعد ياسعيدة يابنت أبو السعد ، مبروك ياجناب الوزيرة اوعى تنسينا ولا تجيبي عننا سيرة

حلفت اليمين ووصلت للوزارة حاملة آمالي بعزيمة جبارة
لأحقق السعادة للمطحونين وليس الـ vib فقط والمتريشين وتحويل قهوة المواطن لزيادة بعدما طفحها لسنوات سادة
ومن ثم. … تصبح وزارتي في موضع الريادة

أمرت بإجتماع عاجل لقياداتي لأملي عليهم أول قراراتي وإعاده هيكله نظام العمل بطريقة تقوم علي بعث الأمل

قرار وزاري رقم 1
إلغاء التعامل بالأوراق والأختام المتلتلة ، التي تجعل المواطن في حالة مبهدلة بعد اللف والدوخان وراء ختم مدام إحسان اللي سده الودان وكذلك عودة أثالأستاذ عطية من إجازته المرضي ، وبذلك نقضي على الروتين الذي طالما عكنن حياة المواطنين

قرار الوزاري رقم 2
شعار الوزارة منذ،اليوم إهداء وردة لكل مواطن عند الدخول من الباب فيدخل منشكح ويخرج منها سعيد منشرح

قرار وزاري رقم 3
تسريح طاقم الحراسة الخاص بالكامل وتوزيعهم في أروقة الوزارة لحماية المواطنين الداخلين والخارجين من الحرامية والنشالين

قرار وزاري رقم 4
بيع جميع سيارات الركب الوزاري في مزاد علني ووضع أموالها في صندوق يسمى صندوق التبني يأخذ منه كل مواطن لديه مشروع جديد بأمر مني
وسأذهب للوزارة كباقي الناس محشورة كالعادة في ميكروباص
لأشعر بهم وبهمومهم فأنا منهم وبهم

قرار وزاري رقم 5
إلغاء طاقم السكرتارية النميسة بكل مافيه من عيون دسيسة وفتح باب مكتبي ع البحري لكل مواطن حزين وشايل الطين ولا حد عمره سمعه ولا قال له انت مين

قرار وزاري رقم 6
تخصيص يوم في الأسبوع لمرور بين القري والنجوع والجلوس تحت السجر مع وهيبة وسط الفلاحين ، نأكل المش والجعضيض ونشرب الشاي الثقيل المتين وأسمع مشاكل كل حزين لنزيل همه في التو والحين قولوا آمين

قرار وزاري رقم 7
إلغاء الحوافز والأوڤر تايمات ، للعاملين بالوزارة والعاملات وغير مسموح بالاعتراض ولا محيص من السكات أو الاستقالة وفي منازلهم يكون البيات
ثم توزيع ماتوفر من هذه الأموال علي المحزونين والمحزونات من أصحاب الديون والغارمات

وفجأة قطع سير الإجتماع جرس الهاتف يعلو في اندفاع آتاني خلاله صوت أجش مخيف فقلت في نفسي الطف يالطيف
يقول في عصبية : أيتها البلية في التو والحين لابد أن ترحلين ولتلك المهزلة حالا توقفين ، اكتبي استقالة وإلا تأتيك منا الإقالة

شعرت بالدوار وكأنما قذفت من سبعة أدوار
فركت عيناي كي استفيق ، أبحث عن طاقم العمل والفريق ففزعني رنين الهاتف بجانبي يأتيني بصوت المدير
منطلقا كالنفير : مابدري ياجناب الوزيرة
مخصوم لسعادتك يوم. علي كل تأخيرة ، نوم العوافي وسعيدة ياأستاذة سعيدة

قد يعجبك ايضا
تعليقات