القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الشيخ محمد رفعت وأمنيته

149

كتب :أحمد الزعبلاوي
في يوم 9 مايو سنة 1950
قالت الإذاعة المصرية في بيان لها :
“أيها المسلمون .. فقدنا اليوم علما من أعلام الإسلام” .. وقالت الإذاعة السورية على لسان المفتي
“لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام” ..

أنه الشيخ محمد رفعت ..
والشيخ محمد رفعت زي ما كلنا عارفين واحد من أشهر قراء القرآن الكريم في مصر و العالم الإسلامي ..
إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق ..
وهو بالمناسبة أول قارىء للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية .. فهو من قرأ يوم إفتتاحها سنة 1934 ..

الشيخ الشعرواي كان يقول ..
إن أردنا أحكام التلاوة فالحصرى ..
وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد ..
وإن أردنا النفس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل .. وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو محمد رفعت ..

الشيخ محمد رفعت كان كفيف ..
فقد بصره وهو بعمر العامين .. واسمه بالمناسبة اسم مركب .. فإسمه “محمد رفعت” ..
الشيخ محمد رفعت عرف بأنه الشيخ الباكي ..
فكانت تسيل الدموع على خديه أثناء تلاوته للقرآن في أغلب الأحيان ..

عرف الشيخ رفعت رحمه الله بطيبة القلب ..
يروى عنه انه تقابل ذات مره مع رجل فقير فقال له الرجل :
يا مولانا النهاردة سنوية المرحومة أمي و كنت باتمنى انك تقرا لها .. و دعيت ربنا انك توافق ..
فرد عليه الشيخ رفعت :
و ربنا يا سيدي استجاب لدعوتك ..
فقال له الرجل بس انا مش معايا إلا جنيه واحد و أنت مقامك كبير ..
فرد الشيخ : و انا قبلت أقرا بالجنيه بتاعك ..
و ذهب الشيخ مع الرجل الفقير
و قرأ تلك الليله كما لم يقرأ من قبل ..

في أواخر عمر الشيخ أصيب بمرض سرطان الحنجرة اللي منعه من تلاوة القرآن الكريم ..
الشيخ باع كل مايملك علشان يتعالج ..
صحيفة المصور و الصحفي الكبير فكري أباظة
قادوا حملة لجمع تبرعات لعلاج الشيخ ..
وبالفعل جمعوا أموال كثيرة تقدر بحوالي 50 ألف جنيه .. ولكن الشيخ رفض هذه الأموال .. واعتبرها إهانة ..
وقال كلمته الشهيرة
“إن قارىء القرآن لا يهان أبدا” ..

كانت أمنية الشيخ محمد رفعت أنه يدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة في القاهرة ..
ولما عرف أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي للملك فاروق أمنية الشيخ
منحه قطعة أرض بجوار المسجد ليقيم عليها مدفنه ..
ومات الشيخ رفعت سنة 1950 عن عمر 68 سنة ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات