القاهرية
العالم بين يديك

مساجلات وطرائف الشعراء “حافظ إبراهيم وأحمد شوقي “

338

رانيا ضيف

الشاعران جمعتهما صداقة وكانا يلتقيان بين الحين والآخر وتدور بينهما سجالات شعرية ومواقف طريفة سجلتها أبياتهم الشعرية .

اجتمع ذات يوم أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وإبراهيم ناجي على وجبة غداء، وكانت الوجبة تحتوي على القلقاس، فتحدى الثلاثة بعضهم بعضاً بذكر كلمة القلقاس في بيت من الشعر. فغلبهم الحافظ سرعة نباهةٍ بخفة ظلّه، وأريحية طيبه، فقال فوراً:
لو سألوك عن قلبي وما قاســى فقل قاسى وقل قاسى وقل قاسى .

مداعبة شعرية أخرى بين أمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر حافظ إبراهيم :
قال شوقي في إحدى قصائده المغناة الشهيرة:مال واحتجبْ
وادعى الغضبْ
ليت هاجري
يشرح السببْ
عتبه رضــا
ليتــــه عتبْ
فداعبه حافظ فى قصيدة مثلها قائلا:
‎شال وانخبطْ
وادعى العبطْ
ليت هاجري
يبلــــع الزلطْ
عتبهُ شــــجى
حبّهُ غلــطْ
كلما مشـــــى
خطوةً سقطْ
إن أمـــرهُ
في الهوى شططْ

وفي موضع آخر، يُحكى أن حافظ إبراهيم كان جالساً في حديقة داره بحلوان، ودخل عليه الأديب الساخر عبد العزيز البشري وبادره قائلاً : شفتك من بعيد فتصورتك ” واحدة ست ” !
فقال حافظ إبراهيم : والله يظهر أنه نظرنا ضعف ، أنا كمان شفتك ، وأنت جاي افتكرتك ” راجل” !

موقف آخر لحافظ إبراهيم وتفاعله معه بأبياته الشعرية؛
كان حافظ ابراهيم الكبير فقير الحال، بسيطاً متواضعاً زاهداً كأغلب الشعراء والفنانين الكبار المطبوعين، وذات يوم اشترى ثوباً جديداً فلاحظ أن الناس – كثيراً منهم- يتعامل معه باحترام أكبر فقال مخاطباً ثوبه الجديد:
يا ردائي جعلتني عند قومي
فوق ما أشتهي وفوق الرجاءِ
إن قومي تروقهم جِدّةُ الثـــــوبِ
ولا يعشَقُونَ غير الرِداءِ
قيمة المرءِ عندهم بين ثـــــوبٍ
باهرٍ لونهُ وبيــــن الحذاءِ .

تعريف بالشاعرين .
ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب 1287 هـ الموافق 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1868 – وتوفي في 14 أكتوبر ( تشرين الأول) 1932 م لأب کردي وأم من أصول ترکية وشرکسية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، وهو كاتب و شاعر مصري يعد من أعظم وأشهر شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ (أمير الشعراء).

محمد حافظ إبراهيم ولد في محافظة أسيوط 24 فبراير ( شباط) 1872 – 21 يونيو ( حزيران) 1932م. شاعر مصري ذائع الصيت. ولقب بشاعر النيل وبشاعر الشعب، وقد كانا مرتبطين ببعضهما بطريقة غير عادية وكانا لهما العديد من المواقف المترجمة لأبيات شعرية أثرت أدبنا العربي ولغتنا الجميلة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات