القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ومن كأخي

185

 

 

بقلم _ ابراهيم ناجي 

 

“فَطَوْعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيِهِ فَقتَلَهُ”

المائدة : ٣٠

تقص علينا تلك الأية حكاية أخوين عاشا فى زمن بعيد؛ لم يكن على وجه الأرض حينها غيرهما؛ وأربعة أخرين (الاب والام وأختان).

وبرغم من قدم الحكاية وشهرتها؛ إلا أننا لم نتعلم منها؛ ولازالت تتكرر فى علاقات كثيرة حتى يومنا هذا والأن وبعد أن أمسينا ٧مليار؛ لازالت تتكرر ولكن فى صور مختلفة؛ مابين قطع رحم؛ ومشاحنات بين أخوات؛ وهجر ونسيان. دعونا نروى القصة مرة أخرى؛ عسى نتعلم الجديد

تحكى القصة عن أخ قتل أخاه؛ وتخبرنا الأية أن القتل لم يأتى بين عشية وضحاها؛ والدليل”فَطَوْعَتْ”.

التطويع: هو تليين الشئ وتهيئته (بعد استغراق وقت كبير)؛ كأن أقول مثلا: طوعت الحديد. إذن القتل هنا تم بعد تطويع للنفس وتهيئتها؛ حتى تستطيع الإقدام على هذا الفعل الغير هين؛ والعامل المساعد لتلك التهيئة كان الحسد

نعم .. حسد القاتل أخاه لأن الله تقبل منه طاعته فشحن القاتل نفسه غيظا وملئها حقدا وحسدا؛ واستسلم لمشاعره السلبية تجاه أخاه واختار الكراهية؛ رغم أن أخاه لم يُجرم بل كان أتقى منه وحسب آثر الحسد على أن يصلح من نفسه؛ ألم يكن أولى به أن يعالج تقصيره فى جنب الله؛ وأن يعلن توبته ويعيد تقديم القربان مرة أخرى؛ ويسأل الله العفو والقبول؟!!

لكنه اختار اتباع الهوى والشيطان؛ اللذان صورا له أن أخاه لا يستحق الحياة. وكم من مستسلم لهوى نفسه؛ فقطع رحمه لأنه يرى أنه دوما على صواب؛ والاخرين على خطأ وكم من مشاحن ومهاجر لقرابته واخوته؛ حسدا من نفسه وحقدا

علموا اولادكم كيف يكون الحب والإيثار بين الاخوات؛ وكيف يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

اغرسوا فيهم أن صلة الرحم معلقة بعرش الرحمن؛ وكما جاء فى الحديث القدسي(من وصلها وصلته) ربوهم على مراقبة أنفسهم وتطهيرها باستمرار من أمراضها.

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات