القاهرية
العالم بين يديك

العقــــــــــــارب 1

186

بقلم د _ مايسة إمام

بين جدران أربعة كالتواءم المتطابقة يستلقي جسد ( بشر ) الشاب الثلاثيني تجول عيناه بسقف الغرفة ،تخفي خلف عدستها كماً كبيراً من المشاعرالمتباينة ، ربما يرى تشابها ما بين حالته وبينه ، فكلاهما ثابت لا يتحرك وإن كان يرى السقف أفضل منه حالا فذلك مكانه ودوره ….. أن يظلل الجدران ويضمها ككبير العائلة ، أما هو فلا دور له وهو إما أسير الفراش أو حبيس مقعده المتحرك
.
وبين جدران الغرفة الداكنة يقف ضوء المصباح قزما أمام عملاق الظلام الأسود يحاول جاهداً أن يجد لنفسه مكاناً ليثبت وجوده ويقول هاأنا ذا
يلوح شبح صغير الحجم تبدو صفرته باهتة في ضوء المصباح الصغير ، يتدلى من موخرة جسده النحيل ذنب منتفخ كالحبلى يمتلئ بسائل قاني وله طرف مدبب متحفز ، ، يزحف ذلك الشبح متحسساً جسد بِشْر الممدد في الفراش يستكشفه استكشاف الخبير ليقرر أينما نقطة البداية

كان ذلك الشبح لعقرب أصفر شديد الخطورة والسمية ، زحف حتى اعتلى صدر بشرحتى صار في مواجهه عينيه مباشرة في جرأة و تحد الفاجر وثقة المسيطرالساخر من فريسة مستسلمة تعجز عن المقاومة ، ربما أوحت إليه فطرته الخبيثة بعجزها وعدم قدرتها على النهوض فأصبح يقينه أنه سيد الموقف ، وأن المعركة لامحالة محسومة لصالحه وسيحظى بوجبة دسمة ثمينة تروي شبق جوعه لفترة طويلة

قال بِشر ساخراً :
يالك من أحمق فليس لدي ما تبحث عنه ، جسدي لا يصلح كغذاء وأوردتي وشرايني صارت مرتعا خصباً وحقلاً للأدوية والعقاقير ، خدعك من أتى بك إلى هنا ، لوكان به خيراً لمنحك صيداً يستحق السعي إليت وعناء جمعك للسم في أيام
أليس الأجدر بك البحث عمن تشعر باللذة معه حين تغرس ذنبك المدبب في جسده وتستمع بلذة النظرإلى عينيه تتوسل إليك ألا تحرمها الحياة ، لقد ضللت الطريق فلكم تمنيت هذه اللحظة منذ زمن
لم تؤثر نظرات بِشر ولهجته الساخرة وتمنع هذا الزائر البغيض من التجول بأنحاء جسده هبوطاً وصعوداً كمن هو في نزهه ترفيهيه
و فجأة ….

غدا الجزء الثاني من القصة ……

قد يعجبك ايضا
تعليقات