القاهرية
العالم بين يديك

الزوجة غير مُلزمة

212

بقلم_  رانيا ضيف

سقطنا في عصر الترندات والاجتزاء والقص واللصق !وما يُفرض ويطرح على الساحة من موضوعات مثيرة للجدل تارة وللقلق والخوف تارة أخرى .
أحدث الترندات؛ قامت الدنيا ولم تقعد عندما انتشر منشور على الفيسبوك عن نهاد أبو القمصان المحامية والحقوقية تقول فيه : اللي عايز يثني ويثلث يدفع الأول اللي عليه ونبدأ بأجر الرضاعة .

لقي تصريحها استهجان وموجة عارمة من الغضب خاصة عندما تداول البعض تصريحات مشابهة وأخرى مفبركة بأن المرأة غير ملزمة بخدمة زوجها
وتصريح آخر بأن الزوجة غير ملزمة بالطبخ إلى آخر تلك الجمل المثيرة لحفيظة الناس .
وتداول البعض الاتهامات المعلبة بأن ما يحدث ويُقال مخططات لهدم الأسر المصرية وأنها دعوات النسويات وما تسببه من حساسية لدى الظلاميين وإلى آخر تلك التكهنات عوضا عن أن نواجه أنفسنا ونبحث عن أصل المشكلة وأسباب الخلاف !
وبدأ التناحر والتراشق بالألفاظ والاتهامات !

أغفل المنتقدون عمل السيدة واهتماماتها
-نهاد أبو القمصان محامية حقوقية تخدم قضايا المرأة وأرملة السياسي المصري حافظ أبو سعدة – وإن كان تصريحها يحمل إشارة ضمنية بأن الرجل الذي يستبيح لنفسه تعدد الزوجات في الغالب غير قائم بواجباته تجاه زوجته وأسرته ويبخس حقوقهم المادية ومفاد كلامها
إن كنت تطالب بحقك في التعدد فلتدفع أولا ما عليك من حقوق زوجتك بما فيهم أجر الرضاعة !
إلا أنها نفت أنها صرحت بأن المرأة غير ملزمة بالرضاعة أو لابد أن تأخذ أجرا عليها .
لأنها على مدار ٣٠ سنة تدعم تعليم البنات واستقلالهن المادي حتى لا تضطر لقبول أوضاع تحط من كرامتها وشأنها .
إنما كان هدفها الرد على أولئك الذين يقومون بانتقاء وعمل قص ولصق من الدين بعدم فهم أو وعي، ثم يقدمون أفكارًا تضر المجتمع وتبرر العنف ضد المرأة مثل؛ التعدد بلا قيد أو ضرب الزوجات أو تبرير اغتصاب الزوجات والتحرش الجنسي بالإناث ثم الإشارة بأصابع الاتهام تجاه الأنثى ولباسها !
أدانت نهاد أبو القمصان منهج اجتزاء الآيات، فلا يتم تداول الآيات التي بها حقوق النساء كالمهر كشرط للزواج والإنفاق على النساء حتى أجر الرضاعة وهي آراء الأئمة الشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة في تفسير الآيات الخاصة بالرضاعة وهي ؛
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”. الآية 233 من سورة البقرة

“أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ”.الآية ٦ من سورة الطلاق

وجاء رد الأزهر معلنا؛ “نعم يوجد أجر رضاعة للمطلقة طبقا للإمام  أبو حنيفة ولكن دعونا نتحدث فيما يجمع الأسرة ولا يفرقها “

إذن نهاد أبو القمصان ومن بين ساحات وأروقة المحاكم وقضايا الناس تحاول معالجة الواقع، وتصحيح المفاهيم، ونصرة المظلوم، ربما استطاعت أن تساهم في حل جزء بسيط من المعادلة الصعبة،
فتعمل على زيادة وعي النساء البسيطات بحقوقهن بدافع حمايتهن في مجتمعات لا ترحم ضعفهن، وتستغل جهلهن، فيتم سحقهن بدم بارد .

وإلى لقاء قريب في المقال القادم لنستكمل ما بدأناه إن شاء الله

قد يعجبك ايضا
تعليقات