القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الالوان في القرآن الكريم

129

 

كتب /احمد حشيش

1ـ ورد لفظ ألوان ومشتقاته في سبع آيات فقط من القرآن الكريم ( يلاحظ تطابق العدد مع عدد ألوان الطيف )، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم.

 

2ـ جاء ذكر لفظ الأبيض مرة واحدة فقط دلالة على أنه مصدر الألوان في حين أتت مشتقات الكلمة إحدى عشرة مرة، منها مرة تعبر عن درجة من درجاته، وعشر مرات تعبر عنه وعن صفاته (منها ست مرات جاءت لتعبر عن كنهه وخمس مرات لتعبر عن صفته )، ليصبح مجموع ما دل على الأبيض إثني عشر مرة.

 

3ـ جاء ذكر لفظ الأسود مرة واحدة في حين أتت مشتقات الكلمة ست مرات، منها مرتان جاءت لتعبر عن كنهه وأربع مرات لتعبر عن صفته، ليصبح المجموع سبع مرات.

 

4ـ جاء ذكر اللون الأصفر بلفظ صفراء مرة واحدة وقد أتت مشتقات الكلمة ثلاث مرات، ليصبح المجموع أربع مرات.

 

5ـ جاء ذكر لفظ اللون الأخضر مرة واحدة في حين أتت مشتقات الكلمة سبع مرات، و جاء لفظ ” مدهامتان ” وهو مرادف لدرجة من درجات اللون الأخضر وهو الأخضر الغامق كما ذكرنا سابقاً، ليصبح المجموع ثماني مرات .

 

6ـ جاء ذكر اللون الأزرق مرة واحدة فقط باللفظ ” زرقاً ” في حين لم تـأت أي مشتقات للكلمة في أي موضع آخر، ليصبح المجموع مرة واحدة فقط.

 

7ـ جاء ذكر اللون الأحمر مرة واحدة فقط باللفظ ” حمر”، وهو اللون الوحيد الذي اقترن بلفظ “ألوان ” وذلك في قوله عز وجل:” وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ “.في حين أتى لفظ “وردة” كمرادف للون الأحمر مرة واحدة أيضاً، ليصبح المجموع مرتان.

 

8ـ ورد في القرآن الكريم لفظان يدلان على شدة اللون وهما:” فاقع وغرابيب ” . وقد ذكر كل منهما مرة واحدة، وارتبط أولهما بلفظ ” صَفْرَاء ” ليوضح شدة نصوع اللون الأصفر درجة من درجات اللون الأصفر المشوب بالبياض حيث أن فاقع في اللغة تعني الباهت أو الصافي، وجاء الآخر مع لفظ ” سود ” يوضح شدة درجة السواد [27].

 

وفي الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، أي نير اللون، يقال لكل شيء مستنير: زاهر، وهو أحسن الألوان[28].

 

وعلى الرغم من أن لفظ ” صُفْرٌ ” من مشتقات كلمة ” الأصفر ” إلا أنه جاء في سورة المرسلات الآية 33 ليعبر في المعنى عن اللون الأسود المخلوط باللون الأصفر وفيه دلالة على إمكانية خلط الأسود مع الألوان الأخرى رغم قتامته. فهو لا يعبر عن اللون الأسود ولا عن اللون الأصفر، ولكن عن خليط بينهما.

 

” كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ” ( المرسلات 33 )

 

9 ـ ومما سبق وجد الباحث أن القرآن الكريم يظهر مدلولات للألوان وتأثيرات على النفس البشرية منها:

 

إن البياض هو قمة الصفاء والنقاء والطهر والوضوح والقبول عند الله، والسواد هو قمة القتامة والإعتام والموت، وهما يتتابعان في آية واحدة للتعبير عن التباين الشديد بين لونين متناقضين أقصى التناقض لإبراز المعنى.

 

واللون الأصفر يرتبط بالجدب وقرب الهلاك والمرض فهو يأتي معبراً عن كونه نذير لفقدان الحياة والحيوية والعدم والحطام. وعلى العكس عندما يكون شديد النصوع مشوب باللون الأبيض ( فاقع ) فأنه يعطى السرور والراحة للنفس.

 

واللون الأخضر لوناً مختار من ألوان الجنة، يدل على النعيم وبه أحيا الأرض بعد موتها بما يعني الحياة بما فيها من معاني للاستقرار والراحة، وأتى أيضاً بما يحمل دلالة الخصوبة.

 

واللون الأزرق في القرآن الكريم جاء ليعطى دلالة عن الحزن العميق والشعور بالإشراف على الموت والكآبة الشديدة، وهو على العكس تماماً من اللون الأزرق الفاتح والذي يعرف في ألوان الطيف باللون الأزرق النيلي، والذي يرمز إلى المحبة والرومانسية.

 

واللون الأحمر هو لون النار بما تحتويه من قوة وإثارة وسخونة شديدة.

 

10ـ وهناك نتيجة ربما تغير الكثير من معلوماتنا عن مصدر وأصل الألوان، فكما ورد في القرآن الكريم فقد أتت كلمة ” حمر ” في حالة الجمع وقد أتت في موضع واحد فقط من القرآن الكريم ومقترنة بلفظ (ألوانها وليس درجاتها ) لتدلل على أن اللون الأحمر أصل جميع الألوان على اختلافها، وذلك في قوله جل جلاله ” وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ “.

 

وفي هذا إشارة أيضاً إلى أن الألوان يمكن إدراكها من خلال وسط أبيض يستطيع أن يعكسها جميعاً بمختلف درجاتها إلى أن تتجمع وتتحد معاً لتصبح سوداء وبالتالي تكون قد امتصت جميعها، ومن هنا أيضاً يتضح أن الألوان باختلافها مركبة، ومصدرها هو اللون الأبيض سواء كانت تلك المواد التي يستعملونها في التلوين، أو ما يظهر نتيجة تحليل الضوء ( الطيف الشمسي ) أو طول موجة الضوء، ويدخل في تركيبها جميعاً اللون الأحمر فهو لذلك يعد أصل الألوان.

 

11 ـ تم حذف هذه النتيجة من قبل الباحث لأهميتها.

 

12 ـ وبالبحث في الأرقام ودلالاتها في القرآن وجد الباحث الآتي:

 

· وردت ألفاظ الألوان كما ذكر سابقاً في سبع آيات فقط من القرآن الكريم( يلاحظ تطابق العدد مع عدد ألوان الطيف )، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كإشارة من المولى عز وجل إلى الأطياف اللونية السبعة المعروفة التي يتكون منها الضوء الأبيض، وكإشارة واضحة على أن الجسم الأبيض يمتص عدد ” ستة” من الأشعة الملونة ويعكس شعاع ملون واحد فقط.

 

· كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم، وهو مجموع ذكر اللون الأحمر ومرادفه ” وردة ” إشارة أيضاً إلى أن أصل اللون هو الأحمر.

 

· أن لفظ ( الأبيض، الأسود، الأخضر، الأصفر ) قد جاء ذكرها معرفة مرة واحدة فقط ثم أتى بعد ذلك ألفاظ مشتقة من اللفظ المعرف أو مرادفات لها، أما اللون الأحمر فقد جاء ذكره مرة واحدة فقط غير معرف في حالة الجمع وجاء مرادف واحد فقط له، أما اللون الأزرق فقد جاء ذكره مرة واحدة فقط غير معرف ولم يأت له أي مرادف.

 

· وقد ورد ذكر الأبيض والأحمر أربعة عشرة مرة

 

أبيض “12مرة ” + أحمر ” مرة واحدة ” + مرادف للأحمر ( وردة )· ” مرة واحدة ” = 14 مرة

 

( ونسبتهما إلى بعضهما أي الأبيض:الأحمر هو 1:6 ومجموعهما معاً هو سبعة وهو عدد ألوان الطيف، وهما مصدر وأصل جميع الألوان كما يذكر البحث ) ونلاحظ هنا أيضاً وكما هو معروف أن الجسم الأبيض يمتص من ألوان الطيف ستة ألوان ويعكس اللون السابع .

 

· وعلى العكس فالأسود ورد ذكره سبع مرات وهو عدد ألوان الطيف والذي يمتصها الجسم الذي كان في أساسه أبيض ليصبح أسود اللون، حيث أنه يمتص جميع الألوان السبع ولا يعكس منها شيء كما هو معروف ومثبت .

 

· أما الأزرق والأخضر والأصفر فقد ورد ذكرهم أربعة عشرة مرة ( وهي الألوان التي تتمم مع اللون الأحمر باقي ألوان الطيف المتحللة من الضوء الأبيض، فالأزرق مع الأبيض يعطى اللون النيلي والذي بدوره مع الأحمر يعطي اللون البنفسجي، كما يعطي الأحمر مع الأصفر اللون البرتقالي )

 

أزرق ” مرة واحدة ” + أخضر” ثماني مرات ” + مرادف للأخضر ( مداهمتان ) ¨ ” مرة واحدة ” + أصفر ” أربع مرات ” = 14 مرة

 

ليصبح مجموع ما ذكر من ألفاظ دالة على الألوان في القرآن الكريم هو 35 مرة وهو مضاعفات الرقم “سبعة ” خمس مرات

قد يعجبك ايضا
تعليقات