القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

معركة الفراض

90

د/ زمزم حسن
وقعت معركة الفراض في شهر ذي القعدة سنة 12 للهجرة، الموافق كانون الثاني (يناير) عام 634 للميلاد، بين جيش الخلفاء الراشدين بقيادة خالد بن الوليد والامبراطورية الفارسية وحلفاءها من العرب المسيحيين.
قصد خالد إلى الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة، فأفطر رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات، فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس، واستمدوا « تغلب » و« اياد » و« النمر » ، فأمدوهم وناهضوا خالداً حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا: « اما أن تعبروا الينا واما أن نعبر اليكم »، قال خالد: « بل اعبروا الينا، قالوا فتنحوا حتى نعبر »، فقال خالد : « لانفعل ولكن اعبروا أسفل منا »، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم. هذا رجل يقاتل على دين. وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن. ثم لم ينتفعوا بذلك. فعبروا أسفل من خالد. فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء ففعلوا واقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً. ثم ان الله عز وجل هزمهم، وقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب 100,000 الف، كما رواه الطبري، وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشراً، ثم أذن بالرجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة.
وقال القعقاع يصف موقعة الفراض:
لَقينا بالفِراض جموعَ رُومٍ وفُرس غَمّها طولُ الَسلام
أبَدْنا جَمعَهُم لَما التَقينا وبَيَتّنا بجمع بني رزام
فما فـتـئت جنودُ السلم حتى رأينا القوم كالغنم الَسّوام

قد يعجبك ايضا
تعليقات