القاهرية
العالم بين يديك

صرخة عذاب وألم

223

كتب / عادل النمر

أعتقد أن الله يعاقبنا بالحب، فألم الحب يمزق الجسد وعذابه يدمر القلب ويذهب العقل، والروح يقتلها الاشتياق . فأرواحنا بداخلنا تصرخ وتتألم ، ألا يحق لأرواحنا أن تستريح تحت ظل الحب .
نخفي  حزنا ووجعا ودموعا أحيانا ولا نستطيع البوح بها . فكيف نبوح بعذاب قلوبنا ونحن نعشق الكبرياء .
لقد انتصرت فى كل معارك الحياة وقد هزمت أمام عينيك دون حرب .
كيف لا أحبك وأنت نبضا يسكن قلبي، كنت أتمنى اللجوء إلى عينيك ففيها وجدت وطني . ليت الحنين يتوقف قليلا لألتقط أنفاسي .
رغمًا عني يخنقني الحنين لأيام لم تعد . الصمت مؤلم ولكننا نختاره حين يكون الكلام أشد آلما . كيف أخبرك بأني محتاج إليك دون أن أمس كرامتي . ليتني أستطيع  أن أجعلك بين ضلوعي ونبضات قلبي وأتنفسك حتى آخر  يوم في عمري..  من أنا بدون وجودك حبيبتي .ليتني أعيش فى شرايين قلبك وبين عينيك .
مازلت أسأل نفسي … لماذا جاء بك القدر إليَّ ؟
ولم يمنحني الحياة معك ! أحببتك وأنا أعلم أن دياري ليست ديارك .أحببتك وأنا أعلم بأنك لست لي .
كيف لك أن تفهمي أن صمتي معك هو قمة احتياجي لك . لا أستطيع  الابتعاد  عنك وأخاف  الاقتراب منك،  ما كل هذا الوجع! لن أكتب أني أشتاق لك أو أفتقدك ولكن غيابك أخذ مني سعادتي .
ما زالت تهزمني عيناك وأنا أدعي  القوة كذبآ،  وما زالت تسحرني حروفك وأنا أدعي الأمية جهلآ .
لم تسمع ياقلبي  نداء العقل وتحملت وحدك عذابك . لم تكن نصيبك ولم تكن قدرك ولكنها سكنت داخلك .
كفاك ياقلبى ٱلما نزفت بما يكفيك فقد احتل الألم الجسد .
‏أصرخ يا قلبي لعل غائبتي تسمع صوت أشجاني. يا قلبي مهلا إن الحزن يسكنني،  وضجيج صمتك أصبح عذابي .
‏فصبر أيها القلب صبرا ، ربما ألقاها يوما في أحلامي .
وماذا نفعل عندما يكون الحنين أشد من الكبرياء، فألم الحب يمزق الجسد وعذابه يدمر القلب ويذهب العقل .
فالحب هو فيروس يدخل القلب ويترك قرحة فى القلب لا تزول ونار لم تنطفئ يشعلها الحنين والاشتياق لمن نحب ونظل سنين طويلة حتى نتعافى من آلام الحب أو يظل موجودا على جدار القلب.
‏المسافات مجرد وهم عندما يتعلق الأمر بالقلوب . فجمال الروح هو الشئ الوحيد الذى لا يستطيع الزمن أن ينال منه،
‏فلا يعود الموت عائقا ولا الغياب مؤلمًا، لأن أرواحنا ستظل فى حالة عناق حتى بعد موتنا .
لا نحزن على أمر كتبه الله علينا وإن جعلنا نتآلم فهي حياة واحدة سنحياها ثم نموت .
ننتظر كل شئ ولا شئ ينتظرنا سوى الموت .
‏قد لا يكتب لنا القدر اللقاء أبدا ..أبدا .. لكن أرواحنا ستبقى في حالة عناق . ( اذكرينى )

قد يعجبك ايضا
تعليقات