القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تعليق رحلات الطيران إلي العراق عقب الإعلان عن الوضع المتوتر داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد

93

نهال يونس

تجددت المواجهات العنيفة في العراق صباح الثلاثاء، وسط أنباء عن سقوط صواريخ داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.

وقتل 23 شخصا، على الأقل، وأصيب المئات في اشتباكات مع قوات الأمن شهدتها مناطق متفرقة في أعقاب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله الحياة السياسية يوم الاثنين.

ومع استمرار التوتر، أعلنت شركات طيران إقليمية تعليق رحلات إلى العراق. كما حثت بعض الدول رعاياها على مغادرة البلاد.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن المنطقة الخضراء تعرضت في وقت مبكر من صباح الثلاثاء لقصف بأربعة صواريخ سقطت في مجمع سكني.

ولم يشر البيان إلى وقوع إصابات بشرية نتيجة القصف، لكنه تحدث عن أضرار مادية.

وفي البصرة، جنوبي العراق، أشارت الأنباء إلى أن مسلحين من أنصار التيار الصدري، أغلقوا حقل مجنون النفطي ومصفاة الشعيبة وأجبروا الموظفين على العودة إلى منازلهم.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة اشتباكات في المنطقة الخضراء، التي تضم مقرات حكومية، في وقت متأخر من ليلة أمس الاثنين وفجر اليوم الثلاثاء بين سرايا السلام، الجناح العسكري للتيار الصدري، وفصائل مسلحة تابعة لأحزاب في الإطار التنسيقي.

وأكدت مصادر من داخل المنطقة الخضراء أن مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة استخدمت في المواجهات.

وتعرض محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء لقصف بصواريخ، وسمعت أصوات صافرات الإنذار التي فعلتها السفارة. وذكر مصدر أمني أن منظومة سي رام الدفاعية قد فعلت فيها أيضا.

وقعت الاشتباكات رغم فرض حظر تجوال شامل في شتى أنحاء العراق، كما تزامنت مع دعوات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الهدوء.

وكان أنصار مقتدى الصدر قد اقتحموا القصر الجمهوري، بعد إعلان زعيمهم اعتزاله الحياة السياسية.

وفاز التيار الصدري بأغلبية مقاعد البرلمان العام الماضي. لكن لم يتم التوافق بين القوى السياسية على تشكيل حكومة منذ وقتها، الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوتر السياسي

وأدان الإطار التنسيقي “الهجوم على مؤسسات الدولة”، وحث الموالين للصدر “على الانخراط في حوار”.

وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن “قوات الأمن أو الجيش أو القوى المسلحة” منعت من إطلاق النار على المتظاهرين.

ووصفت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق الوضع بـ”التصعيد بالغ الخطورة”، ودعت جميع الأطراف إلى “الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لم يمكن إيقافها”.. وحذّرت من أن “بقاء الدولة ذاته على المحك”.

كما دعت الولايات المتحدة إلى الهدوء وسط التقارير “المقلقة” من بغداد.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الإثنين إلى “ضبط النفس” في العراق، وطلب من “جميع الأطراف اتخاذ خطوات سريعة لتهدئة الوضع”. وفق ما نقل المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

أتباع مقتدى الصدر في القصر الجمهوري

وعقب إعلان مقتدى الصدر المفاجئ عن اعتزاله نهائياً العمل السياسي، توافد أنصاره إلى القصر الجمهوري في بغداد، حيث يجتمع عادة مجلس الوزراء.

واستلقى المحتجون على مقاعد الاجتماعات داخل القصر الفخم، وآخرون داخل حمام السباحة في الحديقة. ولوح البعض بالأعلام العراقية والتقطوا الصور.

ما فرص تغيير النخبة السياسية التي تحكم العراق؟

وأعلن الصدر الذي يتبعه الملايين عبر تويتر انسحابه من تعاطي الشؤون السياسية قائلاً “إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وإغلاق كافة المؤسسات” التابعة للتيار الصدري.

ويأتي بيانه بعد يومين على قوله إن على جميع الأطراف، بما في ذلك حزبه، التخلي عن المناصب الوزارية للمساعدة في حلّ الأزمة السياسية.

ونالت كتلته 73 مقعداً في الانتخابات الماضية، لكن انسحاب نوابه من البرلمان في حزيران/يونيو أدى إلى سيطرة الكتلة الشيعية المنافسة – الإطار التنسيقي – على اغلبية المقاعد في البرلمان.

ودخل العراق في مأزق سياسي منذ تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، بسبب فشل القوى الشيعية في تشكيل إئتلاف.

ودعا أتباع الصدر إلى حلّ البرلمان وإلى انتخابات جديدة.

ويعتصم أنصار الصدر منذ أسابيع أمام البرلمان العراقي ، بعد اقتحامه في 30 يوليو / تموز للضغط باتجاه تحقيق مطالبهم.

ويريد الإطار التنسيقي تعيين رئيس للحكومة قبل إجراء أي انتخابات جديدة.

وعقد الكاظمي في وقت سابق من هذا الشهر محادثات للبحث في حلّ الأزمة مع قادة الأحزاب، لكن التيار الصدري قاطعه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات