القاهرية
العالم بين يديك

دفاع مع سبق الإصرار

126

 

كتبت – سميحة مصطفي أمين

شاهدت مصر حادث أليم بمحافظة الدقهلية خلال الشهر الماضي تحديداً الاثنين الموافق 20 يونيو إذ جرى تداول مقطع فيديو لشاب يعتدي أمام بوابة «توشكي» بجامعة المنصورة على زميلته الطالبة نيرة أشرف بطريقة بشعة، مستخدمًا سلاحًا أبيض نحرها به من منطقة الرقبة؛ لتصبح تلك الحادثة مع الوقت قضية رأي عام يتابعها العالم العربي عن كثب حتى صدور حكم الإعدام على القاتل محمد عادل،

حزن الشعب المصري حزناً شديدا علي المجني عليها وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبة القصاص لأخذ حق نيرة.

حيث أقر المتهم ببيات النية وإحضار سلاحا قبل الواقعة

وسرعان ما أصدر القضاء حكمه الحاسم بتحويل أوراق المتهم لفضيلة المفتي ليصبح أسرع حكم لتنفيذ الإعدام

ولكن سرعان ما تطورت الأحداث باللقاءات التي تمت مع أهل المتهم ومعارفه انقلبت القضية رأسا علي عقب وأصبح المتهم ضحية وظهر تعاطف من الناس له وأقدم المحامين للتطوع بالدفاع عن المتهم.

وتم نشر أخبار عن قضية فتاة جامعة المنصورة بصورة علانية بأخبار لا ينبغي نشرها، وتشويه سمعتها ومن أمثال ذلك تقرير موقع إخباري مرخص عن أخلاق القاتل وهو محمود السيرة وحسن السمعة ثم موقع آخر يتباهى بأن هناك طرفًا ثالثًا قام بتسليط المتهم يرتدي تيشيرت أصفر وظهر في الكاميرا،

ثم موقع آخر متبرع سوري يريد دفع دية عشرة ملايين جنيه مقابل التصالح مع العلم أن جرائم الجنايات وبصفة خاصة القتل العمد لا يوجد فيها تصالح والدية غير منصوص عليها في القانون، ثم موقع أخر يكتب محامى القاتل يفجر مفاجأة سوف تقلب كل موازين القضية، هذه المواقع بنشر هذه الأفعال والتحدث بهذا الشكل،

تكون قد خرجت عن حدود المهنية الصحفية؛ بل قد تجاوزت كل الحدود ومست كثيراً من الحقوق الأخرى وصدرت للعالم مشهدًا يسيء إلى المجتمع المصري على انتشار الجريمة وعدم استقرار الأمن فيه والتطاول على أحكام القضاء،

لأن قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف تتسم بالفعل العمدى الأشد قسوة ووحشية وقضت المحكمة بأقصى عقوبة على المتهم وهى الإعدام شنقاً، وذلك لتوافر الركن العمدى مع سبق الإصرار والترصد الذي لا يقبل التنازع فيه أمام محكمة النقض،

وأصبح هنا سؤالا محيرا عن إصرار الدفاع عن المتهم والتبرير له بقتل نفس بغير حق وما الدافع وراء ذلك

وختاماَ تذكيراَ لقول الله تعالي

“أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”

قد يعجبك ايضا
تعليقات