الفنان عماد حمدي وشقيقه التوأم الفنان عبد الرحمن حمدي
وفاء خروبه
حينما ترى الصورة التي على اليمين قد تظن للوهلة الأولى أنها للفنان عماد حمدي، ولكن لا تصدق كل ما تراه عيناك، فالحقيقة أنها صورة عبد الرحمن حمدي الشقيق التوأم للفنان الراحل عماد حمدي وليست صورة الفنان عماد حمدي، وجاء في العديد من المصادر أن التوأم قد تخرجا معا في كلية التجارة، ثم عملا معا بالحسابات، فكان عبد الرحمن حمدي يعمل بوزارة الزراعة، وأما شقيقه وتوأمه عماد حمدي فقد عمل بوزارة الصحة، ثم انتقل إلى العمل باستوديو مصر.
ومع أن عبد الرحمن حمدي لم يفكر يوما في أن يكون ممثلا، ورغم أن شقيقه التوأم عماد حمدي هو من كان يرغب ويتمنى أن يدخل مجال العمل الفني، إلا أن القدر كانت مشيئته أن يكون عبد الرحمن ممثلا، وقبل أن يقوم شقيقه التوأم عماد بالتمثيل بأكثر من سنتين، ويعود أصل الحكاية إلى أن المخرج أحمد بدرخان قد اتفق مع الفنان عماد حمدي على الظهور في فيلم “عايدة” الذي قامت ببطولته السيدة أم كلثوم ومعها سليمان نجيب وعباس فارس، وبالفعل بدأ عماد حمدي الاستعداد لظهوره الأول على شاشة السينما، وكان يحفظ ويراجع دوره في المنزل مع شقيقه التوأم عبد الرحمن حمدي، ويشاء القدر أن يسقط الفنان عماد حمدي فتكسر قدمه ويدخل المستشفى، وتتم الاستعانة بشقيقه التوأم عبد الرحمن لأداء الدور بدلا منه إنقاذا للموقف، وبالفعل تم عرض فيلم عايدة فعلا في يوم 11 فبراير سنة 1942.
وقد أراد وقتها عبد الرحمن حمدي ومعه مخرج الفيلم أحمد بدرخان أن يُكْتَبَ اسم عماد حمدي على تيترات الفيلم ولكن الفنان عماد حمدي رفض ذلك الأمر بشدة، وأصر أن يُكْتَبَ اسم شقيقه التوأم الذي أدى الدور بالفعل، وكان هذا هو أول وآخر عمل فني يشارك فيه عبد الرحمن حمدي على شاشة السينما، حيث التحق بعد ذلك للعمل بوزارة الخارجية، وبالنسبة للفنان عماد حمدي فقد بدأ مسيرته الفنية بعد أخيه عبد الرحمن حمدي بأكثر من سنتين، حيث كان أول أعماله السينمائية هو فيلم “السوق السوداء” مع المخرج كامل التلمساني الذي تم عرضه في يوم 6 ديسمبر سنة1945.
والجدير بالذكر أن التوأم عماد حمدي وعبد الرحمن حمدي قد ولدا في 25 نوفمبر سنة 1909، وكان عماد حمدي مرتبطا ومتعلقا بشدة بشقيقه التوأم، وبعد وفاة عبد الرحمن حمدي في أوائل ثمانينيات القرن العشرين ازداد المرض على شقيقه التوأم عماد حمدي، حيث أصيب بالاكتئاب وتدهورت حالته الصحية حتى لحق بتوأمه في يوم 28 يناير سنة 1984.