القاهرية
العالم بين يديك

محاكمة قلب

137

بقلم_ سالي جابر

ألم وغُصة في القلب لا تمحوها كلمات ولا عَبرات، أردت فقط الصمت؛ فهو وإن كان مؤلمًا يستطيع إعادة الحياة لقلبٍ أماتته الطرقات المتعثرة من حرب الصفح، لا أستطيع الصفح لا عن نفسي ولا عن ذاك القلب البائس، فرصة أضعتها من بين يدي، كان الاختيار صعبًا، والصراع مميتًا …من بيديه أن يوقظ قلبًا غرق في بحر الأحلام، ظن في باديء الأمر أنه كابوس، لكن أفاق على ضلوعٍ مخضبة بالدماء؛ قتل الأمل والحب بسكينٍ بارد، ظل يتألم، وتحجرت الدموع في مقلتيه، أرادت أن تهبط على سلالم اليأس لكن أفزعتها تلك السلمة المكسورة في منتصف الطريق، تاهت العَبرة بين أن تقفز السلالم البشعة أو تعود أدراجها، فكلاهما يؤلم، بينما الألم الأكبر ظل ماثلًا أمام تلك الوجنات التي طالما توردت بالحب، أصبحت اليوم ماثلة أمام محكمة السعي تخشى الوجوه، تترقب الحكم، وبين مطرقة القاضي وغلاف دموعها باب وطريق مسدود، توقف القلب برهة عن دقاته ليستمع للحكم، وهنا وبعد سكون أفاض في قاعة العقل، نطق القاضي وقال:” حكمت المحكمة بإنهاء الدعوى وإحالة أوراقها لفضيلة المفتي” ابتسمت فطالما أرادت الموت، جرت سعيًا وراءه، واليوم وهنا تحت المشنقة، كان السؤال المعهود:” آخر أمنياتك!” قالت: أن أراهم أمامي يحاسبون، يتعسفون قهرًا، لست ملاكًا لأصفح الصفح المبين، ولا شيطانًا مريدًا لأتمنى قتلهم؛ لكني أريد القصاص ممن أشعلوا يومًا شمعة في آخر النفق وظلوا يفتعلون ابتسامة كاذبة بأنها لي؛ لتنير حياتي، وكان النفق طويلًا وترجلته جريًا، وحلمت بنهايته باحتضان الأمل، وما أن وصلت وجدت في يديهم سيجارة أرادوا بتلك الشمعة إشعالها، كذبة…كانت كذبة بشعة.
قودوني إلى المنشقة، غطوا عيني، اقتلوني فأنا المخطئة
أنا المخطئة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات