القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التربية عند ابن خلدون

110

القاهرية
مفهوم التربية عند ابن خلدون عاش ابن خلدون حياته ضمن بيئة تشجّع التعليم وتوليه أهمية قصوى، فالثقافة العربية آنذاك كان تزخر بالنتاج العلمي من مؤلفاتٍ واختراعات ٍونظرياتٍ فلسفيةٍ وأدبيةٍ، واكتشافاتٍ جغرافيةٍ وطبيةٍ وعلميةٍٍ وذلك كان له أثره، فقد برع ابن خلدون في نظرته المتفردة لعملية التعليم، باعتبارها عملية متكاملة غير قابلة للتجزئة، فقد أسس لعملية تعليمية تخدم المجتمع بالدرجة الأولى، باعتبار التعليم عامل مهم في صناعة القيم وإعادة إنتاجها، بملازمة التدريب والممارسة، ومواصلة التعليم وتنمية القيم.

اهتمّ ابن خلدون في طرحه التربوي إلى الجوانب المهنية والحِرف اليدوية التي يمكن للإنسان تعلّمها وإتقانها، مُشيراً إلى أن هذه الصناعات تتطور وتكثر بتوسع المجتمع ومستوى رفاهيته، فالإنسان والمجتمع يسعى باستمرار لتلبية حاجاته الضرورية، سعياً لتأمين متطلبات الحياة على اختلافها، تِبعاً لاختلاف التجربة؛ فأهل الريف يتقنون ماتحتاجه حياتهم من زراعة ونسيج وصيد وغيرها، في حين أهل الحضَر لاتساع بيئتهم وانفتاحها تصبح الكتابة والقراءة ضرورة لاغنى عنها.

اهتمام ابن خلدون بالجوانب الفنية أكد ابن خلدون على ضرورة تعلّم الفنون على يد المهرة المتخصصين، مع التركيز على تعلّم فنٍ واحد، دون تشتيت المواهب والجهود، وهذا ممايدل على توسع ابن خلدون في طرحه لشؤون التربية، وذلك لاطلاعه الموسوعي وتمكنه من دراسة المجتمع والعوامل المؤثرة فيه، حتى أنه تطرق لأسس ومبادئ التدريس، وأضاف لها أسالييب التدريس ومنهجية صياغة محتواه، إلى أن صنّف المعرفة إلى ثلاث فئات، هي المعرفة الإدراكية التي تنتج عن الذكاء والادراك الطبيعي، فينتج عنها حُسن التصرف، ثم المعرفة التجريبية التي تؤهلنا لاستنتاج القرارات والتصورات بالاعتماد على تجاربنا، وأخيراً، المعرفة النظرية، وهي مجموع الخبرات والمؤهلات والقدرات التي تم تطويرها ذاتياً، للارتقاء بصاحبها علمياً وعملياً وروحياً.

قد يعجبك ايضا
تعليقات