القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أثر الخلافات الأسرية على نفسية الأطفال

79

كتبت/ سالي جابر

أخصائية نفسية

مرحلة الطفولة تعد أحد المراحل الهامة في تنشئة الطفل. وتمتعه بأكبر قدر من التكيف السليم في مستقبل حياته، حيث أن الخبرات الاجتماعية والعلاقات المبكرة التي تتوفر للطفل في الأسرة في السنوات الأولى من حياته الكثير من الخبرات التي تساعده على النمو السليم حيث يحتاج الطفل في هذه المرحلة من حياته الشعور بالأمان والطمأنينة حتى لا يشعر بتهديد خطير لكيانه، مما يؤدي إلى أساليب سلوكه؛ قد تكون انسحاببه أو عدوانية. وتعرض الطفل لظروف أسرية مصرية يؤثر تأثيرًا سلبيًا على نموه النفسي، مما يؤدي إلى ظهور علامات القلق والاكتئاب والانطواء، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي للطفل.

 

تعريف الخلافات الأسرية:

هي الصراعات الناشئة بين الزوجين نتيجة عدم التقارب في السمات الشخصية، أو بسبب المشكلات الاقتصادية أو الضغوط الخارجية التي تقع على أحد الزوجين أو كليهما مما يترتب عليه عدم إشباع بعض الحاجات النفسية والفسيولوجية التي تؤدي إلى اضطراب العلاقة الزوجية.

 

الخلافات الأسرية منها خلافات بنَّاءة، وخلافات هدامة.

• الخلافات البنَّاءة:

هي خلافات لا تفيد للود بين الزوجين،. ولا تؤدي إلى الخصام والنفور، إنما هي خلافات جزئية لا يزال فيها أخذ ونقاش متبادل، وتجعل كلاٍ من الزوجين يصحح طريقة تعامله مع الآخر.

 

• الخلافات الهدامة:

خلافات تؤدي إلى خصام وعداوة وصراع وانتقام. فهي خلافات مطلقة ليس لها تفاوض، تدفع بهم إلى هدم العلاقة الزوجية ووقوع الطلاق.

 

 

وتلك الخلافات الهدامة إما أن تؤدي إلى العنف الأسري أو التفكك الأسري.

وفي حالة العنف الأسري ربما يعيش الطفل والمرأة كلاهما معًا أسوء أيام حياتهما، يرى علماء النفس أن الشجار المتعاقبة في المنزل هو أساس الفضل الذي يلاقيه الطفل، فيكتسب أسلوب المشاجرات ويستجيب كذلك لتلك المشاجرات بالقلق ومشاعر الإحباط.

 

الآثار النفسية للعنف الأسري:

 

– الشعور بالإحباط: هو عدم قدرة الفرد على إشباع احتياجاتهم بسبب وجود دوافع تحول دون ذلك، والإحباط يُولد نتيجة خيبة الأمل في تحقيق الأمن والشعور بالظلم.

– ‏القلق والاضطراب: غالبًا يظهر القلق عند الأشخاص الذين لم يحصلوا على المحبة الأبوية في فترة طفولتهم، إن شعور الفرد بعدم الأمن يُولد لديه قلقًا بشأن المستقبل الذي ينتظره.

 

– ‏الاكتئاب والانطوايية والعزلة: هو حالة من التبلد الانفعالي وفقد الطاقة الجسمية.

 

– ‏الخجل: هو عدم ثقة الطفل بنفسه وبمهاراته، أساليب القهر وانعدام الحرية داخل الأسرة لا تعطي الطفل الفرصة لإبداء رأيه وهو عرض من أعراض الخجل.

 

– ‏الكذب: يحدث أن يكذب الطفل نتيجة قسوة الوالدين في المعاملة مع الطفل فيفقده ثقته بنفسه فيلجأ إلى الكذب.

 

– ‏التلعثم والتأتأة في الكلام: اضطرابات صوتية تحدث نتيجة أسباب نفسية كتلك التي تتعلق بالتربية والتنشئة الاجتماعية التي تعتمد على العقاب الجسدي والتوبيخ.

 

– ‏التكيف مع بيئة العنف: قد يصاب الطفل في هذه الحالات بالمرض النفسي، وهو شعور الشخص المصاب بالوحدة والانعزالية، وهذا يؤدي إلى أن يضرب بمشاعر الآخرين عرض الحائط، فلا يأبه باعتراضهم، ولا بحاول الوقوف عند حقوقهم

 

– ‏الميل إلى العدوانية: العنف الموجه من الزوجة إلى الأبناء ما هو إلا محاولة تفريغ كتبتها وفضلها من زوجها.

 

 

• ترى جولي سبيتس أن المرأة والأطفال يمكن أن يكون ا هدفًا رييسيًا للعنف؛ لأنهن يسهمون في ذلك بخضوعهم، فالنعتدي يلجأ إلى العنف كي يشبع الخوف في نفس الصحية فيسهل له التحكم، ولذلك فإن المرأة هي شريكة في الاعتداء يسمونها وخوفها، وشعورها بالذنب، وخوفها على أمنها ومستقبلها

 

المراجع:

‏(1) سناء الخولي، 1983، الزواج والعلاقات الأسرية، دار المعرفة الجامعية، القاهرة.

(2) ماجدة حسين محمود، 1994، سيكولوجية الاطفال في الأسر التي تصل الخلافات الأسرية فيها إلى القضاء، رسالة دكتوراه.

(3) محمد عبد السلام، 2007، العنف الأسري ودوافعه وآثاره وعلاجه من منظور تربوي وإسلامي، دار الفاروق، عمان – الأردن.

(4) محمد على حسن إبراهيم، 2002، أثر طلاق الوالدين على بعض جوانب الشخصية لدى الطفل، رسالة ماجستير، جامعة عين شمس.

(5) كمال إبراهيم موسى، 1991، العلاقة الزوجية والصحة النفسية في الأسرة وعلم النفس، طـ1 ، دار القلم، الكويت.

 

(6) Juli Stubbs, Restorative Justice, The university of New South Wales, Clearing hous, domestic violence and family violence Australia,2004, P 7

قد يعجبك ايضا
تعليقات