القاهرية
العالم بين يديك

كان الله في عون المأمومين. 

156

كتب_د.فرج العادلي

كنتُ مارًّا في طريقي فصليت خلف إمامٍ راتبٍ، ولا أظنه رسميًا، ولا من أهل العلم أصلًا؛ لأنه صنع أشياء في الصلاة لم أعرفها قبلُ.

ففي الركعة الأولى صلى بالفاتحة، ثم قرأ ثلاث أو أربع آيات، ثم ركع، وكان ركوعه مساويًا لقرآءته تقريبًا!! ثم رفع، ثم سجد وكان سجوده أطول من ركوعه !!!

أعني أنه كلما انتقل من ركن كان التالي مساويًا أو أطول من الركن السابق !!(تخيل)

ثم صلى الركعة الثانية فأطال القرآءة فيها أكثر من الركعة الأولى !!!! ثم حدث نفس ما حدث في الركعة الأولى، وكان يطيل الركن التالي عن السابق.

ثم جاءت آخر سجده فسجد ولم يرفع رأسه حتى ظننتُ أنه مات وأراح واستراح !!! كيف لا وكادت عيون المصلين أن تنخلع وضغط الدم يفجر الرأس لطول السجود !!

وهذا كله مخالفٌ لما استقرت عليه جماهير أهل العلم من أن كلَّ ركنٍ يأتي في كل ركعةٍ يكون أقل قليلًا من الركن السابق له.

ولمخالفة هذه الأمور ظهرت الصلاة بشكل رهيب، فقد امتلأت النفس ضجرًا، لأنك لا تستطيع أن تنسجم فتصلي براحة خلف هذا الإمام الذي يجعل كل ركن يتصارع مع ما قبله أو مع ما بعده، بل لا تستطيع أن تتوقع ماذا سيحدث لك في الركن التالي فضلًا عن الركن السابق فضلًا عن الركعة القادمة والتي تليها !!!

وكل ذلك على حساب كبار السن والمرضى.

وأنا هنا لا أنتقد، لأن الرجل قراءته صحيحة، بل أحاول أن أسلط الضوء على كل ما يمكن أن ينفر الناس من الصلاة، والعبادة ويفتنهم فيها.

وإلى الآن قلبي يعتصر ألما على المأمومين الذين يصلون خلفه يوميًا .

فلابد لهذا الإمام ومن مثله من المتطوعين أن يتعلموا كيف يقيموا صلاتهم ويؤدونها بشكلها الصحيح؛ لتحقق ثمرة « أرحنا بها يا بلال»

ولهذا يقول بعض أهل العلم: من سرهم أن تقبل صلاتهم فليصلوا خلف علمائهم.

زينوا القرآن بأصواتكم، وجملوا الصلاة بتطبيق آدابها، وسننها، وأظهروا محاسنها، واجعلوها واحة لمن يبحث عن الراحة، ولا تمكنوا أحدًا من محرابكم إلا إن كان أهلًا لذلك.

والسلام

قد يعجبك ايضا
تعليقات