القاهرية
العالم بين يديك

كتاب العزيف بين تحريمِ تعاطيهِ وخطورةِ المطالعةِ فيهِ (1)

156

كتب_ حمادة توفيق

عزيزي القارئُ في شغفٍ أو المتابعُ في صمتٍ، مهلاً، فأنت هنا على وشكِ الخوضِ في عِبابِ كتابٍ تمَّ تحريمه دولياً، كتابٍ ليس سهلاً على الإطلاق، كتابٍ أبسطُ ما قيلَ فيه أنه كُتبَ من جلدِ الموتى !!
وبعدُ، فإذا كنتَ لا تزالُ تقرأُ هذه السطورَ فهذا يعني بالتأكيدِ أنك تتحملُ المسؤوليةَ الكاملةَ كقارئٍ مطالعٍ ومهتمٍ بما سيأتي من تفاصيلَ خطيرةٍ، فهلمَّ نُبحرُ إذن مستعينينَ بالله ..
في البدءِ شاعرٌ وساحرٌ يمنيٌّ يُسمى عبدالله الحظرد، رجلٌ غريبُ الطباعِ والصفاتِ إلى حدٍّ بعيد، ظهرَ حوالي سنةِ 700 ميلادية في فترةِ حكم الأمويين.
ولعلكَ تتساءلُ لماذا أصفه بالغرابةِ، لكنّ ما سيأتي من معلوماتٍ عنه سيُجيبك يقيناً، فالرجلُ زار خرائبَ بابل و جابَ العالمَ كله تقريباً، ويُقالُ أنه قضى 10 أعوام بمفرده في صحراءِ الربع الخالي، وعاش حياةً عجيبةً غريبةً كان من نتائجها أن لقيَ نهايته المريعةَ عام 738م، حيث التهمه وحشٌ مخيفٌ أمامَ عددٍ من الشهودِ أصابهم الهلعُ مما رأوا.
أجادَ الحظردُ عدةَ لغاتٍ استخدمها في ترجمة المخطوطاتِ القديمةِ، وتكلم في كتابه (العزيف) عن أشياء عجيبة، منها مثلاً أنه رأى مدينة (إرم ذات العماد) المذكورة في القرآن الكريم.
رحلَ إلى دمشق في أواخرِ حياته حيث قام بتأليف كتابه العجيب (العزيف) الذي اصبح يعرف فيما بعد بـ (النيكرونوميكون)، وهذا الكتاب يصف أساليب سحريةً لِتقصِّي الماضي الغامضِ عن طريقِ إنطاقِ الجثثِ و استحضارِ الأرواحِ، وهو نموذجٌ عكسيٌّ لفكرِ العرافِ الشهيرِ (نوستراداموس)، الذي يستعملُ أساليبَ سحريةً لقراءةِ المستقبل.
زعم عبدالله الحظرد أنه تمكنَ من التحدثِ إلى الجنِّ والشياطين وبعضِ المخلوقاتِ الأخرى التي عاشت في الأزمانِ الغابرةِ، كما زعمَ أنَّ الشياطينَ قد ورثوه كتابَ (العزيف) والذي يضمُّ بين دفّتيه قصصاً مخيفةً حول الشياطينِ، بل ووردَ أنّ هناك علاقةً وثيقةً بين التوراةِ وكتاب (العزيف)، حيث ذكرت المصادرُ التاريخيةُ والدينيةُ وجودَ كتابٍ يهوديٍّ يُسمى “ENOCH” يحكي قصةَ 20 شيطاناً تزوجوا من بناتِ البشرِ وأنجبوا كائناتٍ عاثت بالأرضِ فساداً وتدميراً وشراً.
وقد قلنا في سبب موته أنّ وحشاً التهمه، لكن ما تفاصيلُ ذلك يا تُرى ؟
تذكرُ الرواياتُ التاريخيةُ قصةَ وفاةِ عبدالله الحظرد المخيفة، والتي تزعمُ غضبَ الشياطينِ منه، لاستخدامه أساليبهم السحريةِ الخاصةِ، الأمرُ الذي دفعَ أحدَ هذه الشياطينِ بالظهورِ له على هيئةِ وحشٍ عملاقٍ، ثم جرت معركةٌ ضاريةٌ بينهما انتهت بابتلاعِ الوحشِ له وتقطيعه إرباً، وأخذِ تلك القطعِ معه أمامَ عددٍ من شهودِ العيان !!

قد يعجبك ايضا
تعليقات