القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

معلم رقمي تعليم وتعلم جديد

102

بقلم دكتورة سلوى سليمان

يحظى التعليم باهتمام بالغ في كثير من الدول المتقدمة والتي تسعى وبصورة مستمرة لتطوير نظمها التعليمية بما يتواكب مع المتغيرات المعاصرة والتطورات المتسارعة، ايمانا منها بالدور الذي يقوم به التعليم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعد مصر من الدول التي وفرت كافة سبل الدعم لقطاع التعليم ويتجلى ذلك من خلال العديد من الإجراءات التي اتخذتها لتطوير آليات التعليم ومناهجه وإطلاق العديد من المبادرات الهامة نحو التحول إلى التعليم الرقمي بما يتوافق ورؤية مصر 2030

مما لا شك فيه أن التعليم يقوم بدور كبير في تحقيق التنمية المستدامة ,لذا نجده في حراك وتطور مستمر سواء آلياته ومناهجه ,ولان التعليم يجب ان يتواكب مع سمات العصر؛ فكان من الداعي أن نعمل على تحويل البيئات التعليمية التقليدية في مدارس التعليم العام إلى بيئة تعليمية تفاعلية رقمية ,بمعنى الانتقال بالعملية التعليمية من الطابع الورقي التقليدي إلى التعليم الإلكتروني الرقمي لخلق بيئة تعليمية ممتعه يتم من خلالها تنمية العديد من المهارات ,كمهارة التواصل والاتصال بين الطلاب مع بعضهم البعض من جهة وبين الطلاب ومعلميهم من جهة أخرى .

ويهدف كذلك إلى استمرار العملية التعليمية خارج أسوار المدرسة؛ مما يعزز من التعليم المستمر ,ويمنح الطلاب الفرصة للاعتماد على أنفسهم, وبالتالي دعم التعليم الذاتي والذي بدورة يفتح امامهم الكثير من الخيارات التي ينتقون منها ما يتناسب مع قدراتهم ,كما يتيح التعليم الرقمي الفرص للطلاب واكتشاف ميولهم وتوجهاتهم لسوق العمل مستقبلا .
وتتطلب البيئات التعليمية الرقمية كوادر من المعلمين المؤهلين لتفعيل التعليم الرقمي عبر المنصات أو البوابات التعليمية واستخدام ادواتها بمهنية عالية ,حيث يتطلب ذلك تفاعل المعلم في غرف النقاش مع طلابه وحل الواجبات والاختبارات الكترونيا ,ومتابعة الطلاب وأنشطتهم التعليمية المختلفة بصورة تفاعلية دورية إضافة إلى تحديث أسلوب تقييم نتائج الطلاب بصورة مستمرة ؛مما يسهم في تنمية العديد من المهارات لدى الطلاب وتحقيق الغايات التي تهدف إليها البيئات التعليمية الرقمية.
وفي ظل الظروف الحالية ,ونتيجة للحاجة الماسة إلى التعليم عن بعد باستخدام الفصول الافتراضية ,كانت الحاجة إلى التعليم الإلكتروني الذي يعد أحد مصطلحاته المعلم الرقمي الالكتروني ,والذي يعمل على تحقيق الأهداف التعليمية وإرشاد الطلاب لبناء مجتمع رقمي ,ويتيح ذلك بدوره التنحي عن أسلوب التلقين وتقديم طرق ووسائل تعليمية أكثر تطورا مع منح مساحة اكثر للطلبة في المشاركة في عملية التعلم .

ومن هذا المنطلق تبرز أهمية إعداد المعلم الرقمي وتهيئته للتعامل مع البيئات التعليمية الرقمية ,حيث تتطلب معلما رقميا يكون ملما بمستحدثات التكنولوجيا وتطبيقاتها المختلفة ,ومطلعا على كل ما هو جديد في عالم تقنيات التعليم الحديثة ,ولديه القدرة على التعامل مع الفصول الافتراضية ,كما يجب أن يكون ملما بوسائل التقويم الالكترونية وكيفية التعامل مع المقررات الالكترونية وما تحويه من وسائط تفاعلية والتي بدورها تسهم في إثراء البيئة الرقمية بصورة مشوقة ومتناسبة مع ميول واتجاهات الطلاب وأنماط تعلمهم المختلفة .
كما تتطلب البيئة الرقمية معلما يملك مهارة القدرة على نقل المعرفة من خلال الوسائط الالكترونية واستيعابها من قبل طلابه ,وعرض المحتوى الرقمي للمادة العلمية بطرق واستراتيجيات عصرية مناسبة للفئة المستهدفة من المتعلمين لخلق المزيد من الفرص للطلاب نحو الابتكار والإبداع في الأنشطة التعليمية
وفي الأخير…أصبح شرطا ضروريا استخدام التقنيات الرقمية في التعليم لعدم اخفاقها في ظل التغيرات والظروف الطارئة ويتطلب توظيف تلك التقنيات امتلاك المعلم لمهارات خاصة من اجل ذلك يقع على عاتق الإدارات التربوية تبني برامج تدريبية ترتكز على أساس تدريب المعلمين على دمج التقنيات الرقمية في التعليم بما ينسجم مع حاجاتهم التدريبية من أجل تقديم تعليم نوعي عال الجودة داخل إطار العملية التعليمية في ظل الانفجار التكنولوجي والتغيرات الدرجة…

قد يعجبك ايضا
تعليقات